الأحد، أكتوبر ١٥، ٢٠٠٦

ايمان عبدالمنعم تعذر انها لن تعتذر للوطن


عذرا يا عبد المنعم أيها الأخ والصديق ، أرجو أن تسامحني أنت والقصاص والشرقاوي ومجدي وعبد المجيد ومالك ورشا وندا ...وعفوا يا دكتور رشاد البيومي أستاذي العظيم ، عذار أنني انحنيت لك ولكن إنحائى كان داخليا بعيدا عن جزم الأمن وعصيانه ، عذرا أنني أصبحت جبانة لست بجرأة هؤلاء الأجانب الذين لم يعرفوكم ولم يعاشروكم يوماإيمان عبد المنعم -يلاطلبة فخرجوا من أجلكم ووقفوا يطالبون بالإفراج عنكم وأنا عاجزة ..لا اقوي علي الخروج ..والاعتصام أمام سجنكم ..وعجزت أن امسك لوحة كبيرة مثلهم واكتب عليها أفرجوا عن أخوتي وأساتذتي .وكيف اقوي علي ذلك ونحن في بلد جعلت من الديمقراطية شعارا .. ومن الديكتاتورية صنعت منهجا جديدة يدرس الآن في بلاد الديكتاتورية ..ووقفت أكثر عجزا أمام أحذية الأمن المركزي التي تزن الفرده الواحدة 3 كيلو جرام تقريبا وأخذت احسب لو سقطت أرضا هل ستسبب لي ارتجاج أو جنونا كالذي أصاب مرتديها ..عذرا لأنني لم أكن بحرية هؤلاء الذين خرجوا من أجلكم وهم لم يشعروا بمدي حنيتكم ورحمتكم ورجولتكم.. لم يتعرضوا لما تعرضت له من مواقف فلم أجد إلا إياكم بجانبي ، عذرا لأنهم لم يلموا بما لمسته أنا من حبكم لهذا الوطن الجريح ، الذي تحول جرحه إلي الم في صدروكم لا تذهبه نسمات الربيع عذرا أنني لم أكن بجرأة "يحيي سامي" هذا الشاب طالب الهندسة التي ترك أورق مذاكرته ، ومشروعه علي مائدته المطولة ، وذهب ليقف وقفة رجل من أبناء هذا الوطن مع الحق ..أراد أن يقف بجانب رجال يحملون لقب قضاة حلموا أن يغنوا أغنية" تصبحون علي وطن" فكان النهار حاملا قنابل ودبابات وحزم .. وآلاف من رجال الأمن هؤلاء الرجال الذين تركوا سيناء خاوية علي عروشها أمام أموال اليهود وقنابلهم أيضا.. تركوا سيناء بلا امن ولا أمان وجاءوا ليسدوا الشوارع ويضعوا الحواجز ما يغلق أبواب ومنافذ القاهرة ، ويضربون بالحزم ساده هذا الوطن .. وفي الأخر يلصقون بالشرفاء تهمة تعطيل المرور يرمونهم في السجون والمعتقلات بعدتعذيب وأهانه وهدر للكرامة بتهمة حب هذا الوطن ..عذرا يا يحيي أنني لم أجرؤ علي الدفاع عنك .. لم أحميك من غدر هذا الضابط الذي ترك وطنيته علي بوابة منزله .. وخرج ليضرب ويهتك عرض هذا الوطن عذرا أنك خرجت لتقف بجانب القضاة فكان مصيرك تحت الأقدام تدهس ..كما دهسوا هم أيضا.. عذرا أن صورتك تصدرت الصحف العالمية والعربية وأنت تدهس بالحزم الأميري وليس لأنك مصري متفوق ومهندس عبقري بشاهدة أساتذتك... عذرا لك ولمحمد سليمان والأنصاري...... عذرا لك وال46 من زملاءك.. من خيرة شباب مصر الذين خرجوا من أجل قول "يحيا العدل" فغاب العدل وغابت معه شمس الحرية ..عذرا لكم جميعا أنني طالبت بحريتكم .. حتى تخرجوا إلي النور وتستكملوا دراستكم وامتحاناتكم.. خاصة وأننا كنت اشعر بعذاب الأنصاري وحيرة سليمان .. وقلقك يا يحيي علي الامتحانات ولكني لم أكن اعلم أن عقابكم لن يتوقف علي السجن والاعتقال والتعذيب داخل أقسام الشرطة والمهانة داخل سيارات التراحيل ودهس الكرامة تحت أقدم جنود الأمن .. ولكن يتوقف أيضا علي موعد الإفراج عنكم والذي صدر قبل يوم واحد فقط من الامتحانات حتى يكون ضياع العام أمر مؤكد .عذرا دكتوري الجليل رشاد وانحني اعتذرا وخجلا منك يا عم أمين أننا لم انجح في وصف حالتكم الصحية حتى يرق أصحاب القلوب ..عفوا أصحاب المناصب الذين تناسوا أنهم بشرا وأنكم كذلك من لحم ودم تألمون وتتعذبوا عذرا يا "عبد المنعم "أيها المدير الرائع الذي علمتني الكثير ..علمتني حب الرسالة ..علمتني الإخلاص .. علمتني حب هذا الوطن... والخوف عليه ...علمتني الانتماء .. ورغم اعتذاري لك إلا أنني أحملك ذنبا لابد أن يقتص لي منك .. لأنك نسيت أن تعلمني أن هذا الوطن يحتاج إلي وطن من سحاب ومن شجر .. نسيت أن تعلمني أن هذا الوطن ليس مصر التي أحبها واعشقها بل هو عزبة لحفنة بشر ...عذرا يا عبد المنعم أن أملك لم يتحقق في الحصول علي العدل .. وعدتني في لحظة الوداع أن تعود سريعا ..وقلت أنا لست متهما ..لذلك سلمت نفسك وذهبت بإقدامك إلي من لا يرحم ولا يعفو.. ولا يعرف للضمير مكانا ولا للقلب نبضا عذرا يا عبد المنعم أن قلمي أصبح بلا وطن يدافع عنك .. عذرا أن قلمي قصفت سنونه بعد كتابه خبر اعتقالك ..وعذار لك أيضا يا قصاص أيها الإنسان الرائع ..والصديق الوفي .. عذرا أيها المصري الأصيل ..هذا القصاص الذي عرفته من وقت قريب فوجده أخا للجميع ..مسلم حق ومصري شرب من ماء هذا النيل ..وارتو دماءه بها ..فعجن من حب الوطن كرات حمراء تسري بدمه ..عذرا يا قصاص أنني لم أتمكن من أن أوصل لك ورقة سداد الدين .. أرجو أن تسامحني أنني اكتب عن دموع أصدقائك .. وعن حواراتهم التي لا تكف عن الحديث عنك ، وعن مواقفك الرجولية التي لا تنتهي مع كل واحد فيهم ..فأنت الحاضر الغائب في كل المواقف والحكايات .. لم اعرف ماذا اقترفت من ذنبا حتى تلقي بين أحضان المعتقلات ... وما الذنب الذي ارتكبه والدك المريض الذي زرع حب هذا الوطن في قلبك أن تتركه وهو مريض ..عذرا أن قهوة عم أمين أصبحت بلا بسمة بعد غياب الثقب عنها .. عذرا أيضا أيها الشاب الحماسي الذي أثرت حماس شارع عبد الخالق ثروت علي مدار عام ونصف بهتافاتك..حتى أصبح اسم الشرقاوي رمز معتمد في حبك يا مصر .. عذرا لك يا "حبيبة" يا ابنة العام والنصف .. لن استطيع عن امحو لون العربة الزرقاء من ذاكرتك مهما طال الأمد ..عذرا أنني لن استطيع أن امسح أصعب مشهد ممكن أن تعيشه في حياتك وأنت تعتقلين لمدة 24 ساعة رغم عمرك صاحب ال16 شهرا عذرا يا حبيبة أنتي وعبد الرحمن وحمزة وسارة أن أباكم لم يقدر علي شراء الحلوى لكم كل صباح بعد أن أصبحا حبيسا وراء القضبان .. ورغم كل هذا الكم من الأعذار إلا إنني لا اعرف علي ما اعتذر عن انتهاكات الحكومة ..أم عن جرح وطن رافض أن يطيب من جبروت حاكمه منذ أقدم العصور ..أم أنني أقدم عذرا له بعد حالة الوهن والشيخوخة التي أصابته ..أنني أصبحت لا اعرف عليما اعذر ولمن؟ ولما؟ ولمتى؟ علي سحل المصرين بالإقدام ، أم علي ضرب القضاة ، أم علي تزوير الحق ، آم علي السكوت علي الخداع ، أم علي ضرب الصحفيات ، أم علي البطالة ، والشباب الذي ينهار ، أم عن دماء الأبرياء التي أريقت علي يد الجبناء ، أم علي أنني مازالت أحلم بان هناك وطن ، يحمل اسمك يابلدي ..عذرا لن اعتذر لان كلكم رجال و الرجال لا يسكتون علي الظلم والطغيان

6 تعليق:

غير معرف يقول...

ايمان ... كلمات مؤلمة
حسبنا الله ونعم الوكيل

غير معرف يقول...

تسنيم

غير معرف يقول...

وطن غائب
ايمان..
لن أبدأ في كتابة حروف اسمي حتى تجيبيني على بعض الاسئلة..
هل حقا انحنيتي؟ وهل حقا تشعرين بالجبن تجاه موقفك من زملاءك؟
وهل تقوين على الخروج والاعتصام؟ ولم تفعلي؟ هل تشعرين فعلا بالعجز أمام ما يحدث لاستاذك وزملاءك؟ هل زملاءك يستحقون كل هذا العذاب الموجود بداخلك؟
هل الحرية في الخروج والاعتصام والوصول الى قمة الاذلال، وهو الحبس بعيدا عن الاهل والاصدقاء؟ وهل هذا هو الطريق الوحيد حتى ننال الحرية ونتجه نحو الديمقراطية؟ وهل اذا وصلنا الى الديمقراطية التي ترغبين فيها بأي شكل كان.. كيف تضمنين أن تتحقق فعلا واكبر دول العالم ترفع شعار الديمقراطية.. فعلا لا تطبقها!
هل تشعرين اننا نعيش في وطن؟ او ما يشبه الوطن؟ ومن قال أن وجهة نظر واحدة أو عدة وجهات نظر يجب أن تعبر عن فكر وطن بأكمله.. من قال ـ مثلا ـ أن الاخوان يعبرون عن فكر الوطن؟ وهل هذا يجوز ان تعبر جماعة او تسيطر وجهة نظر واحدة على فكرة "الوطن"!
لا اقصد الاساءة.. ولكني فقط اردت ان اضرب مثلا.. بقى أن أسألك:
هل أمرنا الاسلام حقا بالتظاهر والاعتصام؟
هل وضع ضوابط لذلك؟
هل ما يحدث في مصر يعبر عن هذه الضوابط؟
لا أحاول مطلقا أن أقلل من أفكارك وزملاءك، ولكن اعتبريها مجرد مناقشة عادية.. قد يقنع بعضنا الاخر بوجهة نظره.
انا لا ارفض التظاهر او الاعتصام، ولست ضد فكرة تحرير "الوطن" من أوضاع سيئة للوصول لوضع أفضل.. ولكني اشترط أن يكون لهذا التظاهر نتيجة.. وما يحدث في مصر.. تظاهر واعتصامات فقط.. اما النتيجة فصفر.. هل تعتقدين انه سيأتي اليوم ليتغير وجه "الوطن" الغائب منذ قرون.. نعم قرون وليست سنوات.. نحن شعوب تعشق "الظلم والاستبداد" هل تظنين انه سيأتي اليوم الذي نستطيع ان نطبق فيه الديمقراطية بمعانيها الحقة؟ أظن لا.. انظري الى الماضي.. هل تغيرت الاوضاع في مصر منذ سنوات طويلة تظاهر فيها الالاف، بل الملايين من ابناء هذا الشعب، انظري الى فلسطين.. هل تغير الوضع فيها منذ مئات السنين، رغم انه لم تنقطع المظاهرات يوما عن الخروج في شوارع الدنيا كلها لتطالب بخروج اسرائيل منها.. فقط اذكرك.. تذكري حسن البنا رحمة الله عليه.. ماذا فعل؟ فعل الكثير بالتأكيد.. وفي النهاية "مات"، هل تغير شيء في مصر؟ نعم تغيير في فكر الجماعة فقط، وتحولها من جماعة دينية الى سياسية.
ايمان.. لن ازيد الامر عليكي اكثر من ذلك.. ولكن كلماتك كانت فعلا مؤلمة.. رغم انه لا ذنب لكي في استبداد نظام، وقمع حكومة، خصوصا ان الحل مش في ايدك.. فلا تثقلي على نفسك.

عبدالمنعم محمود يقول...

اخي او اختي كاتب الكلمات لماذا حدث تغيير الان نحن ابناء هذا التغيير لم يكن يستطيع احد ان يخرج او يتكلم قبل عامين فقط الان الناس تشعر وتتكلم وغدا يخرجون لقد نشأت السلبية فينا منذ الثورة والان نحن نتغير
حدث التغيير ولكن تحتاج ان تخلع عنك هذه النظارة السوداء

غير معرف يقول...

أخي عبد المنعم..
تحية طيبة وبعد،
تفضلت بالرد على حديثي ببعض الكلمات التي تعبر فقط عن وجهة نظرك انت.. فهلا تفضلت في الاجابة على الاسئلة بدلا من ايمان! لا سيما وانت تنصحني فقط بخلع النظارة السوداء.
طرحت بعض الاسئلة، لاقول ان لا ذنب لنا جميعا فيما يحدث داخل "وطننا" من خلل، وأن المسؤولية في هذا الخلل تعود فقط لاصحابها.. وقلت اني ارى في التغيير الذي حدثتني عنه.. انه لا تغيير حقيقي.. نعم خرجنا وصرخنا ونادينا بسقوط الفساد، وتم اعتقال بعض زملاءك.. ولم يتغير شيء.. فهل هذا هو التغيير من وجهة نظرك.. ان نرتمي في احضان الزنازين، بدلا من بيوتنا.. هل تأثرت الحياة السياسية في الشارع المصري بوجود بعض الشباب داخل السجون بتهمة "حب الوطن".. وهل حقيقي اننا بدأنا التغيير حقا.. وهل من الضروري ان اؤمن بافكارك؟ او اقتنع انها هي الافضل لتغيير كل ما يحدث داخل "الوطن".
كل يوم ينادي شخص بالحريات، ويطالب بتطبيق الديمقراطية، وتخرج علينا احزاب المعارضة وتنعقد المؤتمرات والندوات لتشجب وتدين ـ افضل ما تستطيع ان تفعله ـ فهل هذا هو التغيير من وجهة نظرك؟ وربما تتفق معي اذا قلت لك انه لا يوجد حزب معارض بمعنى الكلمة في مصر، وكلها احزاب تطبل وتصفق للنظام!
وهل تتفق معي اذا قلت لك ان معظم السياسيون في مصر ليست لهم علاقة بالسياسة، ولم تكن تربيتهم تربية سياسية حقة؟
الان.. اقول لك وبكل صرحة اختلف معك في الاراء والاحلام وطريقة تحرير "الوطن".. ومن حقي أن اختلف معك ما دمت لم تجيب على اسئلتي! ولن اخلع "النظارة السوداء".

عبدالمنعم محمود يقول...

صديقي المعلق انا فتحت الموضوع للمناقشة والسؤال هلي حدث تغيير بمصر حاليا بعد هذا الحراك الذي تم علي مدار عامين كاملين ..
http://ana-ikhwan.blogspot.com/2006/12/blog-post_08.html

شارك وقول رأيك