بعيدا عن تصريحات المرشد أين هم الإخوان المسلمين

أثارت من جديد تصريحات الأستاذ محمد مهدي عاكف والتي أدلي بها إلي صحيفة النهار الكويتية حفيظة القريب قبل البعيد منزعجين مما سموه زلات اللسان أو لربما حقيقة البيان لا أجد فارق بينهما , الحوار دلني عليه أحد الإخوان " شفت آخر تصريحات الأستاذ بيقول أنه بيفضل إمارة إسلامية عن إمارة علمانية وإن أكثر ما يبغضهم هم العلمانين " هكذا دلني صديقي الإخواني منزعجا علي الحوار وصراحة لم أنتبه لكلامه أصله عادي مفيش جديد وصراحة لم أحاول تعقب الحوار والتوجه مرة أخري للأستاذ عاكف سائلا ومستوضحا عن التصريحات نتيجة نصيحته هو شخصيا لي بعدم الإكتراث بكلام الجرايد " ياودا يامنعم عايز أشوفك حاجة كبيرة وسيبك من الهبل اللي بتكتبه ده عايزك تفكر وتكتب حاجة تفيد الأمة " هذه نصيحة الأستاذ والتي كررها لي بود ومزاح أكثر من مرة خاصة بعد زوبعة القيل والقال
شخص الأستاذ عاكف أصلا مثير ففيه تجتمع المتناقضات فهو انسان بمعني الكلمة ودود للغاية كان من القلائل القليليين الذين لم ينزعجوا بما سمي النقد االذاتي العلني وكتابات الشباب الناقدة للجماعة والتي وصل الأمر من قياديين كبار كبار لمحاولة إحتواء هؤلاء الشباب وعندما لم ينفع الإحتواء كان الإستبعاد والإساءة والتطاول والتكفير والتخوين ان لزم الأمر إلا هو لم ينزعج وعندما أخبرته بأفعال الكبار الكبار وكلامهم اللي زي ..... ولا بلاش زي ايه المهم هو اتضايق جدا ورفض عليهم مواقفهم من الشباب كما رفض مني موقفي بتجميد نشاطي وقالي بلاش هبل وارجع شوف شغلك وقولهم خلاص عاكف قعد معايا , ولما لم أسمع لنصحه لي لم يقاطع ويجافي ويسئ مثل الكبار الكبار بل العكس تودد وتودد وكان ولازال خير أب تعود إليه مرحبا بك وباتصالك واستفسارك بل وسائلا عنك " أنت فين يا واد أنت مش بتيجي ليه أنا عايز أشوفك " ومفيش مانع شويه تريقه بس بحب أيوه حب حب يا ناس
وصراحة أجدني أسير هذا الود من الوالد عاكف ومعاملته الحسنة ولكني أجدني مستاءا أيضا من تصريحاته التي كُثر الإنزعاج منها خاصة من الإخوان
ورغم استيائي لم أعد انزعج من التصريحات نتيجة نصيحته , ونتيجة أن فيه أسئلة يجب أن تقدم عن هذا الإنزعاج وخاصة للإخوان المنزعجين هؤلاء وهو أين هم الإخوان المسلمين من الأساس
ما هي استراتيجيتهم الدعوية قبل السياسية , إن البساط ينسحب من تحت أرض الإخوان شئ بشئ حتي لن تبقي لهم أرضية حقيقية لتواجدهم بداية من جمودهم وانفتاح ووسطية المشاريع النهاضة التي تتحرك بالشباب خاصة بعيدا عن مشاكل التنظيمات وتقدم خدمات للأمة وتستوعب طاقة الشباب مثل نماذج رسالة وزدني وصناع الحياة وهي مشاريع ذات خلفيات اخوانية ولكنها انهت عقدة أوديب الإخوان وهي " التنظيم " المهم خدمة الأمة وتفعيل المجتمع بينما لازالت الجماعة متقوقعة داخل تنظيمها المتصلب من الأساس
بينما هي علي هذه الحالة ونموذج آخر يسحب بساط الدعوة الوسطية منها والذي بدا من التمدد السلفي الوهابي المتشدد البعيد عن روح الإسلام الوسطية والسمحة والذي بات مؤثرا في قطاعت كبيرة من المجتمع نتيجة انتشار خطاب التيار المتشدد عبر الفضائيات مثل الناس وأخواتها والإخوان في غيبوبة تامة عن هذا التمدد الذي يودي بوسطية واسلام المجتمع المصري المحافظ علي التقاليد ولكنه البعيد عن التشدد , لكن للأسف الجماعة تركت الساحة لهذا التيار منشغلة بتنظيمها المتصلب الذي يعقد اجتماعات وخطط سنوية وملحقات علي الخطط ولوائح تنظيمية جديدة من أجل ماذا متعرفش ,
فقد الإخوان التأثير زميلنا في الجريدة محرر شئون التعليم في الجامعات رجع في يوم من مظاهرة لطلاب جامعة القاهرة عن غزة ليسألني هم فين طلبة الإخوان يا منعم دي المظاهرة مفيهاش 200 طالب جم من أربع جامعات
لست معنيا بعدد المتظاهرين لكني أجدني معنيا بحالة الإنكماش الإخوانية ليس علي الصعيد السياسي وحسب ولكن علي الصعيد المجتمعي والدعوي
السؤال الأساسي الذي يجب أن يزعج الإخوان هو أين هم وليس تصريحات المرشد
بدلا من أن تنشغل الشعب والأقسام المختلفة في الجماعة نفسها بالسؤال والكتابة لمكتب الإرشاد عن حقيقة الحوار وأن يطلبوا أن ينشر الموقع نص التسجيل الذي يقوم مكتب الإرشاد بتسجيله للصحفيين
أن ينشغلوا بكتابة سؤال للمرشد ولأعضاء مكتبه عن استراتيجية الجماعة الدعوية في مواجهة الخطاب السلفي في المجتمع المصري , أما عن السياسة ليتهم يأخذون منها أجازة طويلة طويلة حتي يضعوا برنامجا سياسيا واضح المعالم يعبر عن حاجة المجتمع لقوتهم التنظيمية

طالعوا

"خطاب المرشد".. حسن النوايا وسوء المعاني!

سكت دهرا ....ثم نطق