الأربعاء، أغسطس ٠٤، ٢٠١٠

البلتاجي والحسيني قياديا الإخوان في ندوة الدستور:ندعو الوفد لأن يقود الحركة الوطنية.. رغم أن البدوي قال للمرشد " إنه ملتزم بعدم التحالف مع الإخوان "

الحراك الذي تقوم به جماعة الإخوان المسلمين في الوقت الحالي يدفع كل مراقب يسأل الجماعة هل ستفعلها هذه المرة , هل ستقود مواجهة هذا النظام الذي كتم أصوات المصريين طوال العقود الماضية ؟ الجماعة تجري مؤتمرات وتحالفات وتدعم حركة البرادعي ,, ومرشد الجماعة يدعو القوي السياسية لمناقشة مستقبل الحكم في مصر
الدستور حرصت أن تدير حوارا ونقاشا طويلا مع الجماعة حول هذا الحراك السياسي الواسع لها خلال الفترة الماضية وللتعرف علي مستقبل هذا النشاط , لهذا استضفنا اثنين من القياديين ذو التأثير في حراك الجماعة علي المستوي التنظيمي والسياسي . وهما المهندس سعد الحسيني عضو مكتب الإرشاد وعضو مجلس الشعب والدكتور محمد البلتاجي أمين الكتلة البرلمانية للجماعة وعضو الجمعية الوطنية للتغيير
ولأول مرة نكتشف أن جماعة الإخوان تظهر مدي حاجتها إلي التحالف والإستناد إلي القوي السياسية الرسمية وذلك في إصرارها علي التنسيق مع حزب الوفد ليس في الانتخابات المقبلة فحسب , ولكن التنسيق علي مستوي العمل الوطني لمواجهة النظام الحالي وإلي ما كشفه قياديا الجماعة في ندوة الدستور
الدستور : دعا مرشد الجماعة لاجتماع مع القوي الوطنية وغالبيتهم شركائكم في الجمعية الوطنية للتغيير فما جدوي المشاركة وهل يسعي الإخوان لتشكيل إئتلاف خاص بهم؟
سعد الحسينى :مبدأ التعاون عند الإخوان مع كافة القوي السياسية مبدأ أصيل ويمثل استراتيجية أساسية لديها تقوم على مد والجسور مع كافة قوى المجتمع والوطنية بجميع أنواعها واشكالها مهما ضاقت أجندة الاتفاق ، ونحن علي يقين أن الإصلاح لا يستطيع شخص واحد أو جهة بمفردها القيام به مهما كانت شعبيته، كما أننا نعيش اليوم طامة كبري تحتاج إلى تكاتف كافة القوي الوطنية في إطار أوسع وكان من الطبيعي أن يدعو المرشد لهذا اللقاء بسبب الحالة الحرجة التي تعيشها مصر وهي مرحلة انتقال سلطة وتوريث وارتباك والكل يتطلع إلى ما ستشهده الفترة القادمة، وبالتالي فهذا اللقاء كان لصالح مصر كما أنه عكس مناخ المصالحة والمصارحة بين القوي السياسية وهذا هو المطلوب أن يتكلم الكل -ومن الأولي للمعارضة أن تتصالح ووتفاهم حول مواقف محدده لصالح مصر .

الدستور : ما هي مساحة الأختلافات والتوافقات التي شهدها تلك الاجتماع خاصة وأنه شهد حالة من التبرئ من قبل بعض الأحزاب والتأكيد أنها لم يك لها ممثلون في اللقاء؟
د.محمد البلتاجي :نحن نتحرك في إطار الجمعية الوطنية للتغيير
الدستور :حتي لقاء القوي السياسية مع المرشد كان في هذا الأطار ؟
البلتاجي: نعم الجمعية أصبحت المظلمة الكلية التي تجمع العديد من الأطياف والتيارات كان بينها في وقت سابق خلافات ولكن اليوم أصبحت هذه المطالب محل اتفاق بعيدا أي جدل ، إلا ان بحر التغيير أوسع من الجمعية الوطنية للتغيير، ونحن في لحظة حرجة في تاريخ مصر ، والمطالب أصبحت واضحة ومحل اتفاق وزياراتنا للأحزاب خارج الجمعية مازالت مستمرة , وبالتالي جاء لقاء المرشد ضمن هذه الفعاليات ونحن نحن أمام تحد كبير ونسعي إلي أمرين رئيسين..
الأول: هو كيف نجعل المعركة السياسية -التي رأينا معالم تعامل النظام معها في انتخابات الشوري والمحليات – إلى موقف موحد لكل الأحزاب والقوي السياسية دون أن نغرق في اختلافات وتفاصيل حتي نحسم هذه المعركة مع النظام.
الأمر الثاني: هو كيف نحول هذه المعركة من معركة نخبوية إلى معركة جماهيرية واسعة وبالتالي جاءت حملة التوقيعات، وهذا لا يعني أننا سنتحرك في إطار قانوني أو دستوري فحسب وإنما يعني أن المعركة مع النظام أصبحت شعبية.
الدستور: بعض المشاركين في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له المرشد نفت أحزابهم أن يكونوا ممثلين لهم.. مثلما حدث مع حزب التجمع مثلا؟
البلتاجي: إذا لم يكن حضور أنيس البياع ـ نائب رئيس حزب التجمع ـ وعبدالغفار شكر ـ كقيادي بارز ـ تمثيلا لحزب التجمع يبقي أنت بتتكلم عن حاجة ثانية، والدكتور أشرف بلبع جاء عن الوفد والدكتور السيد البدوي قال أنا الذي أرسلته إلي لقاء الإخوان وإن كان غيري لا يعلم.
الدستور: ما هي القضية الأساسية التي توقفتم عندها في هذا اللقاء وهل حدث بينكم أي خلاف؟
البلتاجي: نحن كإخوان جلسنا نستمع لكل المناقشات التي دارت في خلال ثلاث ساعات والمرشد قال للمجتمعين، أنه سيعرض كل ما خرج به الاجتماع علي مؤسسات الجماعة لتتخذ القرار المناسب فيه، والقضية الرئيسية التي كانت مطروحة هي الموقف من الانتخابات وكان هناك تباين كبير في بداية اللقاء بين المؤيدين للمشاركة والمطالبين بالمقاطعة، وإن لم يكن هناك اختلاف في الهدف بين المطالبين بالمقاطعة أوبالمشاركة واللقاء جاء كرد مناسب لكل من يروج أن القوي السياسية لن تتوافق مع بعضها ولن تفلح في تنسيق أجندة مشتركة من ثم لن تكون قادرة علي مواجهة النظام وبالتالي ليس في الإمكان إلا ما هو قائم وهي رسالة سلبية خطيرة.
الدستور: المتابع لمعظم لقاءات الإخوان مع القوى السياسية يجد أن الانطباع الأول لحظة الاجتماع يكون إيجابيا ثم عندما ينفض الطرفان يختلف الأمر.. مثلما حدث مع حزب الوفد الذي خرج في ثاني يوم اللقاء بالجماعة ليؤكد أنه لن يتحالف مع الإخوان؟
سعد الحسيني: كنت حاضرا مع الدكتور سيد البدوي في لقائه بالمرشد وهو قال أنا ملتزم بقرار مؤسسات الحزب الذي مازال هو عدم التحالف مع الإخوان ، لكن يجب ألا يذكر هذا التصريح الموضوعي في سياق آخر، ونحن احترمنا كلامه.
الدستور: هل وارد في الانتخابات المقبلة أن يحدث بينكم وبين الوفد أوغيره من القوى الوطنية تنسيق وليس تحالفا؟
محمد البلتاجي: لم نحدد حتى هذه اللحظة الموقف من الانتخابات حتي نحدد التنسيق أو التحالف سواء مع الوفد أو غيره من القوي لأن قرار الجماعة وقرار الوفد لم يحسم بعد بالمشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، ولكننا متوافقين مع الجميع سواء في مظلة الجمعية الوطنية للتغيير أو خارجها، و نطالب بضرورة تنسيق موقف موحد سواء كان المقاطعة أو المشاركة ، وبعد انتخابات الشوري الماضية لابد أن يعرف الجميع أن كل القوي السياسية لابد أن تقف في موقف واحد، وذلك لأننا نعي جيدا سعي النظام لاختراق القوي السياسية لعقد صفقات مع الأطراف الموجودة في الساحة، والكل يعلم أن إقصاء الإخوان يعني تقسيم الملعب علي شركاء جدد ونحن نسعي أن نوصل رسالة للجميع بأن مصداقيتكم أمام الجماهير أهم من مقاعد سيوفرها النظام لكم.
وبالتالي نقول لهم احرصوا علي موقف موحد تحصلوا فيه علي مقاعد البرلمان من خلال الجماهير وليس من خلال الصفقة مع النظام.
وحتي الآن فإن موقف الوفد وحديثه عن ضمانات هو جزء من السياق الذي تناقشه جمعية التغيير رغم أن الوفد ليس عضواً فيها، والحديث عن الضمانات المطلوبة في الانتخابات هو الذي سيحدد المشاركة الفاعلة وليس كديكور يستخدمه النظام،وفي كل الأحوال يمكن استغلال الفترة الانتخابية بالمشاركة في تفعيل الشارع للمطالبة بنزاهة الانتخابات والالتفاف حول مطالب الإصلاح ثم يمكن في آخر لحظة أن نعلن المقاطعة، ونحن فعلنا ذلك في انتخابات المحليات في 2008، حيث قررنا الانسحاب قبل إجراء الانتخابات بيوم واحد ودعونا الجماهير لمقاطعتها ولكن فارق كبير أن أعلن المقاطعة اليوم والناس تقعد في بيوتها الـشهور الأربعة المقبلة ونفقد جولة أساسية من جولات التفعيل السياسي والالتفاف الجماهيري حول مطالب الإصلاح وفارق بين تستمر في هذه المعركة ثم وفقاً للمستجدات نقرر عدم المشاركة لأنه يقينا لن نكون ضمن مسرحية هزلية أو ديكور النظام يكمل به شكله.
وهكذا هناك فارق بين أن نقاطع المعركة ونقعد كلنا في البيوت ونشعر باليأس وبين أن نظل في تفعيل مستمر من خلال حملة التوقيعات من خلال حملة ضد التزوير التي سنطلقها قريباً من خلال المشاركة الانتخابية إذا قررنا بها حتي آخر لحظة، وبالتالي فإن الموقف النهائي مرتبط بالمستجدات والتغيرات التي التي قد يكون بها مستجدات "قدرية آلهية" وقد يكون فيها رضوخ لمطالبنا وبالتالي فإن قرارنا قابل للتعديل أو التغيير حتي آخر لحظة.
الدستور: ولكن إذا دخلنا في قناعة جماعة الإخوان نفسها هل تريدون المشاركة في انتخابات الشعب المقبلة، المشاركة أم أنكم مقتنعون بقرار المقاطعة؟
سعد الحسيني: المبدأ العام عند الإخوان هو المشاركة في كل الانتخابات العامة، والتوجه العام عند قطاعات كبيرة عند الجماعة هي المشاركة في الانتخابات المقبلة ، لكن القرار عند الإخوان لا يصدر بالحماسة والانطباعات ولكنه يصدر بالثبات والشورى، التي تأتي من رفع آراء مجالس شوري المحافظات ، لتوضع أمام مكتب الإرشاد الذي يصيغ مشروع قرار يعرضه على مجلس شوري الجماعة ليتخذ القرار النهائي، وهذه الإجراءات نحن علي وشك الانتهاء من مراحلها الأخيرة. لذلك أي شخص يتحدث عن أن الإخوان سيشاركون أم لا مايقوله مجرد تخمينات، ولكن الذي أؤكد عليه أننا سننازل النظام ونعيش معه معركة قوية سواء بقرار التوحد على المقاطعة أو بالتوحد علي المشاركة، وأملنا أن تتوحد القوي السياسية في القرار وهذا الأمر سيكون في صالح مصر أما لوحدث تفرق بيننا فسيكون هذا شيء مؤسف وأقول للأحزاب التي ستسلم لهذا أنها سوف تقضي على مستقبلها السياسي، وإذا كان بعض الأحزاب سيرضيها المكسب القليل من بعض المقاعد فإنها بذلك ستقضي علي مصداقيتها نهائياً وتحكم على نفسها بالفناء السياسي، وتصبح أداة من أدوات الفساد والاستبداد ويشار إليه بوصفها من الأحزاب التي صنعها النظام.
الدستور: لكن إذا كان قرار الإخوان بالمشاركة أو المقاطعة سيكون معتمدا على قرار مؤسساتها الداخلية ومجلس شوري الجماعة كما قلت أم علي قرار القوي الوطنية كلها؟
سعد الحسيني: هناك معطيات من اللقاءات التي تمت بين القوي السياسية واجتماعات الجمعية الوطنية للتغيير نحن نضعها أمام مؤسسات وقواعد الجماعة لتتخذ قرارها.
الدستور: هل ستعرضون مشروع قراركم علي الجماعة بعد قرار القوي السياسية أم قبله؟
الحسيني: ما ستتوافق عليه القوي السياسية سيكون أمام مجلس الشوري لاتخاذ القرار، وإن كان رأي الجماعة أن القيمة في هذا القرار سيكون في الموقف الموحد.، لانه لن يكون هناك قيمة في أن تتفق الجمعية الوطنية علي المقاطعة ثم نجد مثلاً الوفد والتجمع أعلنوا المشاركة، هنا فقدت المقاطعة قيمتها.
الدستور: ماذا لو اتفقت وأجمعت القوي السياسية علي المقاطعة في حين أن رأي مجلس شوري الجماعة المشاركة.. كيف سيكون القرار النهائي للإخوان؟ نتمنى أن نعرف الإجابة بوضوح شديد؟
البلتاجي: عندنا هذا الأسبوع قرار داخلي سيصدر في هذا الشأن، وهذا القرار من ضمن الاعتبارات فيه رأي القوى السياسية والاجتماع الأخير الذي دعا له المرشد، بالإضافة إلي أنه لدينا عدد من الاجتماعات في الجمعية الوطنية للتغيير حول نقطة الانتخابات وأيضاً لدينا مؤتمر الوفد المزمع عقده الأحد القادم 8/8 وعنوانه الرئيسي ضمانات الانتخابات ، والإخوان قالوا أنه من حيث المبدأ لو توافقت القوي الوطنية علي رأي بالاجماع ستلتزم به حتي لو كان هذا مخالف لقرارنا الداخلي.
الدستور: هل تنتظرون قرار القوي الوطنية بالاجماع أم الأغلبية؟
البلتاجي: أكيد بالإجماع، ولكن الجميع يدرك معني الاجماع وهي الأطراف الرئيسية في الحركة.
الدستور: لكن التجمع قال بوضوح أنه سيشارك وأعلن عن معظم مرشحيه أيضاً?
البلتاجي: لا أريد أن أدخل في مشكلات مع أطراف معية، ولكن الجميع يدرك أن الجمعية الوطنية للتغيير تضم طرفين رئيسيين.
الدستور: هل تقصد الإخوان والوفد؟
ـ البلتاجي: الإخوان بواقع تجربتهم وبواقع قواعدهم، والوفد بتاريخه و باعتباره القوي الرسمية الحزبية الموجودة ، وبسبب أيضا حركة التغيير التي تمت خلال الشهور الماضية فيه وهي مصدر مصداقية لدي الشارع ، إضافة إلى أن النظام يحتاج إلى من يستكمل به صورة ديكور الديمقراطية في حالة إقصاء الإخوان، وبالتالي فإن موقف الوفد سيكون حاسما في إفشال هذا المخطط من النظام، وهو ما يعني أن إجماع الإخوان والوفد سيكون محل تقدير من القوي الرئيسية الفاعلة بالكامل وسيكون أدعي إلي الاجماع.
الدستور: وما هي الضمانات المطلوبة في رأيكم من أجل المشاركة في الانتخابات؟
الحسيني: المطالب نفسها هي التي أيدناها في المطالب السبعة من إشراف قضائي والرقابة علي الانتخابات والتصويت بالرقم القومي وتصويت المصريين في الخارج.
الدستور: هل يخشى الإخوان الموافقة على ترشيح أو دعم الدكتور محمد البرادعى للرئاسة حتى لا يدخلون فى مواجهة مباشرة مع نظام الرئيس مبارك.؟
الحسيني: أولاً ليس بيننا وبين البرادعى تحالف خاص، ولكن علاقتنا به تأتى فى إطار الجمعية الوطنية للتغيير وحملة المطالب السبعة، والأمر لا يتعلق بخشية، الأمر هو أننا لم نعلن موقفنا من انتخابات الرئاسة حتى الآن ومن المبكر أيضاً الإْعلان عن موقفنا من الرئاسة الآن وليس هذا وقته، فعندما تحين الانتخابات الرئاسية ويترشح من يترشح ساعتها سننظر فى برامج المرشحين ونختار. الدستور: لماذا لا تدفعون وراء ترشيح شخص مستقل للرئاسة سواء البرادعى أو غيره لتفعيل الحياة السياسية كما تقومون بذلك من خلال مجلس الشعب ليلتف المعارضة والشعب حوله من الآن؟ الحسيني: همنا الأساسى وجمعية التغيير هو انتخابات مجلس الشعب القادمة وعندما نعدى من انتخابات الشعب اسألونا هذه الأسئلة. الدستور: لكن هل يمكن أن تقبلوا البرادعى مرشح للرئاسة؟ الحسيني: نقولها بوضوح لما نعدى انتخابات الشعب اسألوا هذه الأسئلة والكلام عن الرئاسة سابق لأوانه.
الدستور: بافتراض أن القوى السياسية توحدت في موقفها من الانتخابات القادمة.. كيف تجبرون النظام علي تحقيق هذه المطالب؟
البلتاجي: بتوحد القوي السياسية ، قلت للدكتور السيد البدوي في زيارته الأخيرة للمرشد، الوفد أمام مسئولية تاريخية أمام الجماهير للسنين القادمة.
الدستور: ولكننا أمام نظام مستبد لم يخضع لمطالب أحد إلا بالضغوط الخارجية ولا يحترم الأحزاب المعارضة له، حتي التوقيعات رغم الانزعاج الذي سببته للنظام إلا أنها لم تجبره على شيء حتى الآن.. فما هي الأدوات العملية لدي المعارضة وأنتم علي رأسها للضغط علي النظام؟
البلتاجي: أول شيء انتخابات الشعب غير انتخابات الشوري و المحليات لاعتبارات متابعة الخارج لها، وعدد المستقلين الذين يخوضونها، إدراك ومتابعة الجماهير لأهمية هذه الانتخابات.
الأمر الثاني هو إدراك الجميع لحاجة النظام إلي إقصاء الإخوان عن الحياة السياسية لهذا النظام أصبح في حاجة ماسة إلي الأحزاب، وبخاصة الوفد للقيام بهذا الدور وقد صارحت الزملاء في الوفد بهذا التحليل.
الدستور: و هل أدرك حزب الوفد هذه الرسالة.. وهل يريد الاستفادة منها؟
الحسيني: من حقه أن يستفيد منها ولكن السؤال استفادة من أي اتجاه؟
البلتاجي: وهذا موقف تاريخي للوفد سيحسب له أو عليه، لكن حاجة النظام للأحزاب وللوفد بصفة خاصة ليكمل به مكان الإخوان أصبحت حاجة شديدة لهذا الدكتور سيد البدوي يمكن أن يكون أقوي رجل في المعارضة في مصر، ويستطيع الوفد أن يكون ذلك ويقود مستقبل معارضة حقيقية في المرحلة القادمة وهذا امتحان صعب موضوع فيه حزب الوفد الآن.
ورداً علي سؤال حنعمل إيه مع النظام أقول لو توحدت القوي السياسية، وتحديداً مع الإخوان في قواعدهم ومع الجماهير، فإن النظام لن يكون طرفا وحيداً في معركة الانتخابات وسيجد فعلاً من يقف أمامه وينافسه بالإضافة إلى حملة التوقيعات التي كسرت حاجز الخوف لدي مئات الآلاف الذين وقعوا علي بيان التغيير والذين يحضرون مؤتمرات الجمعية الوطنية للتغيير، لو توحدت القوي السياسية ولم تترك أي فرصة لمنهج فرق تسد فإن كل هذا يمكن أن يؤثر في الانتخابات القادمة بشكل واضح.
الدستور: نفهم من كل ما قيل أن الإخوان وقوي سياسية أخري تمارسان عملية ضغط علي حزب الوفد حتى لايتجه نحو التحالف أو إجراء صفقات مع النظام؟
البلتاجي: بوضوح شديد نحن نقول إن الجميع أمام مسئولية تاريخية في هذه اللحظة ومواقفه ستكون محل مصداقية وتقدير وشعبية أو محل حكم عليه.. الإخوان مثل الوفد يتحملون مسئولية تاريخية أمام الجماهير، وأمام التاريخ في هذه اللحظة.
الدستور: لكن عدد من المراقبين يرى أنه لو جاءت لجماعة الإخوان الفرصة لإجراء صفقة مع النظام سيقومون بها ويبيعون الكل؟
البلتاجي: نزول الإخوان برقم تجاوز الـ150 مرشح في انتخابات 2005 اعتقد أن هذا عدد يشير إلى سقف تهديد ومواجهة مع النظام ولا أعتقد أن نائب واحد فقط من نواب الجماعة الـ88 جاء برضا من النظام.
الحسيني: كيف نقول يمكن أن يحدث أو تحدث صفقة مع الإخوان وفي انتخابات 2005 قتل 14 مصريا حرصوا على المشاركة ونزاهة العملية الانتخابية إزاي يكون فيه صفقة والناس بتموت بالشكل ده خلافاً لـ3000 واحد من الإخوان تم اعتقالهم و900 مصاب تبقي فين هنا الصفقات؟
الدستور: بلاش نقول الإخوان بيعملوا صفقات وإنما يفهمون رسائل الضغط التي بيعثها لهم النظام من اعتقالات ومحاكم عسكرية فتتراجع الجماعة وتقلل من عدد مرشيحها؟
سعد الحسيني: لن يكون هناك مساومة علي مبادئ ولا علي صالح مصر ولا شيء ضد صالح مصر ولا ضد مبادئنا.
الدستور: الوفد يروج أنه سيحصل علي 20 مقعداً في البرلمان القادم فيبدو أنه توصل بالفعل لمساحة مشتركة مع النظام، خاصة وأنه قبل وصول البدوي لرئاسة الحزب تردد عن صفقه إجراها الوفد مع النظام ليحصل علي جزء من مساحة الإخوان في البرلمان القادم؟
محمد البلتاجي: الدكتور السيد البدوي صحح هذه المعلومة وقال في اجتماعات لاحقة أن الوفد سيصل إلي 20 مقعداً في الدورة الحالية لمجلس الشعب بعد انضمام عدد من النواب المستقلين للوفد وعدد آخر من الأحزاب الأخري علي أساس أن يحصل في ختام دورة مجلس الشعب الحالية إلي 20 مقعداً، ونحن نحسن الظن بحزب الوفد
الدستور: يعني الإخوان ليس لديهم أي شكوك أو تخوفات من حزب الوفد أن يراعي مصالح شخصية أو حزبية علي حساب الجماعة ويسحب البساط السياسي من تحت أقدام الإخوان؟ خاصة وأن الوفد تقدم بمشروع مباشرة الحقوق السياسية الذي سبق وطالب به الإخوان؟
البلتاجي: نحن في هذه اللحظة التي نعيشها نقدر أهمية إجراء توافق بين الوفد والإخوان تحديداً حتي نلم شمل القوى السياسية، ونحن نسعي أن نجعل الجميع أمام هذه المسئولية التاريخية ولا حرج عندنا أن قانون مباشرة لحقوق السياسية الذي عملنا عليه وقدمنا في الدورة السابقة بالمجلس كنواب إخوان وكحركة مصريون من أجل انتخابات نزيهة أن يعيد الوفد التقدم به إلي رئيس الجمهورية مباشرة، بل نحن ندعو الوفد أن يقود الحركة الوطنية بصفته الرسمية في هذه المرحلة، لكن كل ما يهمنا أن يصب ذلك في صالح الوطن وليس تجميل صورة النظام ويسعدنا أن يكون هناك عشرات من النواب يمثلون الوفد في المجلس القادم، على أن يكونوا نموذج مثل علاء عبدالمنعم وطاهر حزين ومصطفي شروي، لا أن يكونوا من نماذج رجال الأعمال بتوع الحزب الوطني الموجودين في المجلس فإذا زاد عدد الوفد علي حساب الإخوان وكان هذا في صالح مجري التغيير والضغوط علي النظام لا يضايقنا هذا في شئ.
الحسيني: بالإضافة لذلك أنا أري أنه إذا كان الوفد يتبني مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي تقدمنا به فهذا نجاح لنا ولحلمنا ، مع الإشارة بأنهم وهم اختصروا مشروع القانون من 100 مادة إلى 20 مادة وذلك بتوافق منا لضمان الحد الأدني لنزاهة الانتخابات.
الدستور: تمدون أيديكم إلي الوفد والتجمع وغيره من القوي السياسية في حين نري أنكم بعيدون عن أقرب الناس إلي أفكاركم وهم مجموعة حزب الوسط تحت التأسيس والدكتور يحيي الجمل في مؤتمر القوي السياسية الذي دعا له مرشد الإخوان انتقد تجاهل الجماعة دعوة حزب الوسط للمشاركة في هذا الاجتماع؟
البلتاجي: الأمر له علاقة بموقف خاص بالأستاذ عصام سلطان ومشاركته في مؤتمر المنصورة حيث إنه كان يريد المشاركة في هذا المؤتمر رغم أن المجموعة الوطنية للتغيير كانت قد حددت أسماء المشاركين وجدول عمل المؤتمر في وقت سابق على طلبه. أما ما يخص الوسط، فقد ناقشنا عدد من قيادات جمعية التغيير في مشاركة الوسط لنا في الفاعليات التالية وذلك أثناء غيابهم وسألونا هل لديك أي حساسيات من مشاركتهم وأكدنا بالعكس علي الترحيب بهم لأننا لسنا أوصياء نقرر من يشارك من عدمه بالعكس نحن نسعي لزيادة عدد القوي التي تشاركنا حركة التغيير، أما عدم دعوة أيا من ممثلي الوسط في المؤتمر الذي دعا له مرشد الإخوان أقول إنه كان هناك حساسية أن نوجه لهم الدعوة بعد الأزمة التي حدثت بسبب عدم مشاركة الأستاذ عصام سلطان مؤتمر المنصورة ومع ذلك ففي مؤتمر الفيوم في مقر كتلة الإخوان شارك معنا الأستاذ محمد السمان جالسا إلي جواري ممثلا حزب الوسط بدون أي حساسيات.
الدستور: الجماعة استطاعت جمع أكثر من 350 ألف توقيع خلال 25 يوما في حين أن جهية التغيير لم تجمع سوي 85 ألف خلال 6 شهور مضت إذن لماذا تعولون علي غيركم ؟
سعد الحسيني: التعاون مع القوي الأخري استراتيجية عندنا وفي خطتنا التنظيمية وإن كنا نحن القوي الأكثر تأثيراً كما تقول إلا أننا لسنا وحدنا في هذا الشارع السياسي وإن كانت الإحزاب ضعيفة بالفعل لكن في إجمالهم ينتجون واقعا سياسيا لا يجب تجاهله وقد كان هناك 12 نائبا يمثلون هذه الأحزاب في البرلمان ونحن نريد تقويتهم وليس اضعافهم وليس من مصلحتنا كإخوان أن نظهر وحدنا في الشارع وليس من مصلحة مصر إجمالاً أن يظهر الإخوان وحدهم ليكرس النظام نظرية الاستقطاب الثنائية «الإخوان والوطني» حيث يطرح النظام أن بديله هو الإخوان والحقيقة أن البديل حياة ديمقراطية وحريات فالنظام يتغطي بهذه الفكرة ويروجها والنظام العالمي لا يقبل هذا لموقفه من الإسلاميين وبالتالي هذا ليس من مصلحة مصر ولا من مصلحة الإخوان.
الدستور: هل هذا يعني أن الإخوان قلقون ويعتبرون أنفسهم «بطحة» يتم ترهيب الناس منها وكذلك النظام العالمي؟
الحسيني: من المهم أن نعترف بالواقع العالمي لكن كل المصريين ضحايا استبداد النظام مسلمين ومسيحيين. , البلد تكاد تغرق وعلي الجميع محاولة انقاذها وليس لمصلحة أحد أن يتفرد كتفرد الحزب الوطني.
*الدستور : ولكن ماذا عن نظرة العالم للإخوان المسلمين ؟
البلتاجي :المعادلة الموجودة الأن تؤكد أن الإخوان هم الفصيل الرئيسي الشعبي في الحياة السياسية المصرية ولكنه غير قادر علي صناعة التغيير وحده في الوقت الراهن وحاجة الإخوان للقوي السياسية الأخري كحاجة القوي السياسية للإخوان
الدستور :هل أنتم بحاجة لشرعية القوي السياسية لذلك تلجئون للتحالف معهم ؟
البلتاجي : نحن بحاجة لتغيير معركة النظام مع الإخوان المستمرة بشكل ثنائي منذ خمسة سنوات إلي معركة بين المجتمع المصري والنظام وكجماهير وليس كقوي سياسية فقط وطالما المعادلة بين الإخوان والنظام فهي محسمومة بشكل ما.
الدستور : ولكن هل نجح الإخوان في تحريك القوي السياسية خاصة وأننا نري أن التيارات الجديدة غير الرسمية هي التي تحرك الشارع في الفترة الأخيرة وليس الأحزاب؟

البلتاجي :حجم التوافق بيينا وبين هذه التيارات وكذلك الأحزاب كحزب الجبهة والكرامة والغد والوسط متزايد تحت مظلة الجمعية الوطنية للتغيير وغيرها ونحن نسعي لزيادة هذه المساحة مع الجميع وحجم التوافق بيننا وبين شخصيات داخل بعض الأحزاب التي تعارض الاخوان في تصريحاتها الاعلامية متزايد ومستمر وهذا يعطي أمل .
الدستور : نحن أمام مجتمع يعزف عن المشاركة في الانتخابات في ظل ارهاب النظام وترسيخه للسلبية فكيف ستحركون الجماهير؟
الحسيني : الجماهيربدأت تتحرك بالفعل ... جمع التوقيعات ليس إلكترونيا فقط وإلا كنا جمعنا توقعيات بالملايين ولكنها حملة حراك وتوعية وحوار وناقش شعبي حقيقي مع الناس واقناع بأن مستقلبهم سيضيع ، وهذا هو التحدي. النظام يبث اليأس والأحباط والقنوت وأنه علي كل شىء قدير ونحن والمعارضة ندعو للتوحد وألتحام الصف وعلينا إلا نفقد الأمل حتي نكسر المعادلة من خلال توحد موقف المعارضة والقوي السياسية بما فيها الإخوان سواء بالمشاركة أو المقاطعة بما يمثل وقفة قوية يضطر النظام بسببها إلي التراجع أو تغيير حسابته وهذا ممكن والمناخ العام يشير إلى ذلك، ليس كل الانتخابات ستكون كالشوري التي استفزت الجميع لأن التزوير كان غبيا والكل يؤكد أن انتخابات الشعب القادمة ستكون "مميتة".
الدستور : ما هي خطة الجماعة للتعامل مع الظرف الحالي في ظل عدم وجود ضغط دولي للتغيير؟
البلتاجي :نحن ندعو لتفعيل الضغط الداخلي فهذا هو الرهان الرئيسي والتحدي لتغيير النظام ونحن نعمل لذلك من خلال حملة التوقعيات والجمعية الوطنية للتغيير ودعوات التوحد بين القوي السياسية كما أننا سنطلق حملة مع القوي السياسية خلال الفترة القادمة لمناهضة تزوير الانتخابات والمطالبة بضمانات حقيقة لاجراء انتخابات نزيهة .

الدستور: في فترات كثيرة طالب الإخوان بإشراف دولي علي الانتخابات.. فهل لازالتم متمسكون بذلك؟
البلتاجي : الإشراف الدولى علي الانتخابات مطلب من المطالب السبع لبيان التغيير ومطالب الجمعية الوطنية للتغيير ولا حساسية لدينا من هذا المطلب واللي خايف من مراقبة العالم له يكون مبيت النية للتزوير.
الدستور : بعد دخولكم البرلمان بـ88 نائب لم يلمس الشارع المصري تغييرا أو وقوفا حقيقيا لمنع عدد من التشريعيات التي تصب في مصلحته أو منع قوانين كالطوارئ والاحتكار وغيرها؟
البلتاجي : وقفنا وبكل قوة .. ولكن دوري كمعارضة أن أقف ..لكن النتيحة أنا غير مسئول عنها وهذا ما أعرفه قبل الدخول في انتخابات 2005، لأن النتيجة مرتبطة بالأغلبية ولكن هل طالما أنا أدرك كمعارضة أني لأن أؤثر في النتيجة هل أقدم استقالتي وانسحب؟ لابد من التفرقة بين واجبي الذي أقوم بأدائه وبين النتيجة التي تحسمها الأغلبية.
الدستور: لماذا إذن تصرون علي دخول معركة مع النظام من أجل الانتخابات إذا كنتم تعرفون أن النتائج محسومة لصالحه؟
البلتاجي :المعارضة في العالم كله ليست صناعة القرار وإنما كشف المفاسد وتقديم البديل وأن تواجه الفساد ببدائل تشريعية وأدوات برلمانية ورقابية .
الحسيني : كما أن الإخوان استطاعوا في البرلمان الماضي أن يحققوا بعض النجاحات الملموسة مثل تعديلات قانون الحبس الاحتياطي ، كذلك قانون الطوارئ وما حدث فيه من تغيير في التشريع ، كما نجحنا في وقف قطار الخصخصة ورفع سعر الطاقة في الصناعات الثقيلة ، وقدمنا استجوابات خاصة ببيع أراضي الدولة ، واتخذنا موقفا من قضية خالد سعيد وكل هذا تراكم لجهود المعارضة وكفاح طيلة سنوات طويلة ولكن مازال أمامنا وقتا لنكون كالمعارضة في بريطانيا وغيرها من الدول الديمقراطية.
الدستور : ولكن لماذا لم يمتد تأثير ذلك علي الأداء السياسي والاصلاحي والحريات العامة ؟ لماذا لا نري معارضة مصرية وعلي رأسها الإخوان كتلك التي نشهدها في ايران وتايلاند واليونان واوكرنيا رغم تسلط الأنظمة الحاكمة لديهم واستبددها ؟
البلتاجي :نحن نتحرك في إطار محدد، يوم ما سنجحح لتكوين رأي عام مناصر لفكرة الإصلاح وسيكون معنا- كتيار معارضة وليس كإخوان فقط- رأي عام ومحتشد ومعبأ لفكرة الإصلاح التغيير .
الدستور: لماذا يبدو موقف الجماعة من النظام موقفا رماديا.. فهل يريد الإخوان تغيير النظام تغييرا سلميا ..أم تريد منه فقط منح مزيد من الحريات ؟
البلتاجي : التغيير أصبح محل اتفاق بين جميع القوي السياسية وليس محل جدل ونحن أكثر من دعونا له ،و النتيجة الواضحة بعد 30 سنة أنه لا أمل في إصلاح النظام القائم والكل اليوم يريد تغيير كاملا، نحن نتحدث عن حريات عامة ..وإنهاء لحالة الطوارئ ومجتمع مدني قوي ورفع الوصايا الأمنية عن مؤسسات الدولة واستقلال السلطة القضائية ومنح وظائف الدولة لاصحاب الكفاءات والتخصص وليس بالمحسوبية إلي جانب وجود فصل حقيقي بين السلطات فهل هناك أمل لأحد بأن تتحقق هذه المطالب علي يد من هم داخل النظام الحاكم؟ إذا نحن نتحدث عن تغيير كامل للنظام
الدستور: لماذا يخشي البعض أن تتخد الجماعة موقف سلبيا لحظة التغيير الوشيكة للنظام ؟
الحسيني :هذا سيناريو افتراضي لن ولم يحدث خاصة من طرف الإخوان -فالنظام كان ولا يزال دائما يضغط علي الإخوان ونحن كجماعة سنقبل بأى نظام يأتي به الشعب عن قناعة واختيار واردة حرة بل سنكون سعداء بذلك لأن الأمة هي مصدر السلطات ونرفض أي نظام يأتي جبرا علي الشعب، علي جانب آخر نحن لن نقبل بالتدخل الخارجي في شئون مصر ونحن نريد وندعم التغيير من الداخل.
الدستور : ولكن لماذا ترفض الجماعة الضغوط الخارجية؟
الحسيني :لأننا على قناعة الآن بأن المنظومة العالمية ضد الديمقراطية في مصر ويرون أن هامش من الديمقراطية يحمي مصالحهم في مصر لأن تغيير النظام سوف يضر بمصالحها ومصالح اسرائيل ونحن كإخوان لسنا طرف في هذه المصالح والغرب هو من يتكلم عن خطورة صعود الاخوان للحكم وخطورة غياب رجل كحسني مبارك.
الدستور: وإذا كان الغرب لديه مخاوف من صعود الإخوان لماذا لا ترسلون له رسائل تطمنية على غرار حزب العدالة والتنمية التركي ؟
الحسيني : ماذا تريدون أن نفعل هل نضع أيدينا في يد اسرائيل ..المشكلة ليست في الإخوان ولكنها في غياب منظومة التعددية وحرية الانتخابات ونحن نريد شيء واحد كتركيا وهو اجراء نتخابات حرة ونزيهة واحترام اردة الشعب –أما الحديث عن وضعية الإخوان لتصبح نموذجا لحزب العدالة والتنمية فهذا حديث فيه نوع من الترف في وقت لا تجري فيه انتخابات نزيهة حرة .
الدستور :كيف تقرأ الجماعة سيناريو مشروع التوريث ؟
الحسيني :الموضوع شائك ويخضع للاستقراء من داخل مصر أو خارجها مصر، وسواء أتى الرئيس بابنه في حياته أو بعد رحيله أو سواء جاء شخص من داخل النظام أو المؤسسة السيادية مثل عمر سليمان فسنظل في حالة توريث النظام لنفسه وستنقل نفس المنظومة لتحكم مصر 6 سنوات أخري فالنظام يسعي لتوريث نفسه بسيناريوهات مختلفة وهذا أمر شبه مؤكد، أما ما هو مؤكد أن الأمور لن تظل كما هي ولن يعود الشعب المصري للوراء .
الدستور: هل تتوقعون اجراء تعديلات دستورية قبل الانتخابات ؟
البلتاجي :هذا وارد ونحن تعودنا علي ذلك قبل ذلك قالوا أنه لايوجد تغيير أو تعديل ثم فؤجئنا بالرئيس يطالب بتعديل مواد في الدستور ولكن نحن مطالبنا باقيه ومعركتنا باقية ما بقيت هذه المطالب بلا استجابة.

الدستور : ولكن هل ستسعون لابرام اتفاق مع القادم لكرسي الرئاسة لتحقيق الصالح العام ؟
البلتاجي: نحن مستمرون في معركتنا من أجل تحقيق مطالب الشعب ولست في حاجة لانتظار من يعقد معي صفقة مادام هناك توافق والتفاف شعبي حول تلك المطالب فنحن مستمرون في جهدنا لتحقيق المطالب التي تعكس رغبة الشعب.
الدستور: هل ما سيتم إقراره من قبل مؤتمر حزب الوفد حول ضمانات نزاهة الانتخابات سيكون الشكل النهائي للضمانات وكيفيتها ؟
البلتاجي :هذا مؤتمر يعقده حزب الوفد ونحن حريصون من خلال لقاءات الجمعية الوطنية للتغيير القادمة ولقاء المرشد مع القوي السياسية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان أن يلتف الجميع حول موقف موحد وفي حالة المشاركة في الانتخابات سنفرض ضمانات النزاهة .

الدستور : في حالة توافق القوي السياسية علي المشاركة في الانتخابات ما هي نسبة مشاركة الإخوان ؟
البلتاجي : التوافق مع القوي السياسية والتنسيق معها قد يغيير من نسبة مشاركة الجماعة التي اعتادت عليها الجماعة خاصة أنه لم يتم الاستقرار بعد عما إذا سيكون هناك تنسيق أم قائمة موحدة ..ونحن كجماعة الإخوان نسعي لموقف موحد مع القوي السياسية ولو علي حساب نسبة مشاركة الإخوان في الانتخابات وهذا ما تعهد به فضيلة المرشد خلال لقاءه مع القوي السياسية .
الدستور : وهل ستقوم الجماعة بدفع بنوابها الحاليين كمرشحيين للانتخابات القادمة؟
هذا أمر متروك لمؤسسات الجماعة والمحافظات وتقيم الكتلة البرلمانية لاداء النواب –فالمحافظات هي التي تقدم المرشحين وهي التي تحدد الدوائر التي ستخوض فيها الجماعة الانتخابات وليس بالضرورة ترشيح كل النواب الحاليين أو بعضهم.
الدستور: فى خطتكم عام 2004 - 8-200 ذكرتم أن هناك تصورا لتقديم برنامج حزب سياسى وقدمتهم برنامج سياسى دون الخوض فى تفاصيله لكن فى استكمال الخطة لأعوام 2008 - 2012 ذكرتم أن الهدف الاستراتيجى الأول هو الحفاظ على شعار «الإسلام هو الحل» ألا يعد هذا تراجعا سياسيا؟
الحسيني: المقصود هنا الاستمرار على المنهج وذلك بعد التعديلات الدستورية التى حظرت النشاط الدينى وحظرت المرجعية الدينية فى إنشاء الأحزاب فقررنا أن نضع هذه النقطة فى خطتنا للتأكيد على استمرارنا على نفس المنهج الإسلامى المعتدل ، ثم أننا فى ظرف سياسى فرضته ظروف استبدادية يقصد هذا الشعار وما وراءه فنحن فى مرحلة صمود ونضال .
الدستور: لاتعتر ذلك ذلك تراجعا سياسيا؟

الحسيني: ليس تراجعا سياسيا وإنما دفاعا عن الهوية.
الدستور: الاتعتقدون أن الإخوان ضيعوا فرصة تاريخية للتقدم إنشاء حزب سياسى بنواب الجماعة الذى أصبح لهم شرعية قانونية وجماهيرية بحكم علمهم السياسى ؟.

سعد الحسيني: الفرصة ستكون تاريخية لو أننا سنخسر كثيراً، لكن الإخوان لايزالون يحظون بإقبال متزايد من الشعب ، و قضية التقدم بحزب محسومة لدى الإخوان، بل أكدنا عليها فى خطتنا أننا نريد تكوين حزب ليكون واجهة سياسية للجماعة، ولكن الأمر مازل فى حوار داخل الجماعة. نعم وجود حزب سياسى للإخوان له فوائد لكن ربما ليس هذا وقته، نحن ننتظر الوقت والظرف السياسى المناسب لأن التجأنا للجنة أحزاب عبثية بهذا الشكل يضرنا.
الدستور: لو افترضنا أن الظرف السياسى تم تعديله وأصبحنا فى مناخ حرية كاملة يسمح باستثناء الأحزاب الدينية هل تتحول الجماعة كلياً إلى حزب سياسي؟

الحسيني: ساعتها سننشأ حزب سياسى كواجهة للجماعة لكن تحويل الجماعة لحزب أمر لا يناسبنا لأن العمل السياسى جزء من عملنا الإخوانى لأننا جماعة إسلامية جامعة تعمل لإسلام فى العالم كله، فلا يمكن أن تختزل الجماعة فى حزب داخل مصر، لكن أن يكون للتنظيم المصرى للإخوان واجهة سياسية عبارة عن حزب فلا مشكلة في ذلك.

0 تعليق: