اثناء تصفحي بالمدونة علي التعليقات الجديدة علي التدوينات السابقة وجدت تعليقا علي موضووع كانت كتبته الزميلة ايمان عبدالمنعم عني وعن زملائي أثناء فترة اعتقالنا في شهر مارس بعنوان " عذرا ايها الوطن لن اعتذر " عبرت فيه ايمان عن اسفها عما يحدث لهذا البلد من اعتقال الشرفاء فيه حيث اعتذر ت قائلة :
عذرا يا عبد المنعم أيها الأخ والصديق ، أرجو أن تسامحني أنت والقصاص والشرقاوي ومجدي وعبد المجيد ومالك ورشا وندا ...وعفوا يا دكتور رشاد البيومي أستاذي العظيم ، عذار أنني انحنيت لك ولكن إنحائى كان داخليا بعيدا عن جزم الأمن وعصيانه ، عذرا أنني أصبحت جبانة لست بجرأة هؤلاء الأجانب الذين لم يعرفوكم ولم يعاشروكم يوما فخرجوا من أجلكم ووقفوا يطالبون بالإفراج عنكم وأنا عاجزة ..لا اقوي علي الخروج ..والاعتصام أمام سجنكم ..وعجزت أن امسك لوحة كبيرة مثلهم واكتب عليها أفرجوا عن أخوتي وأساتذتي .وكيف اقوي علي ذلك ونحن في بلد جعلت من الديمقراطية شعارا .. ومن الديكتاتورية صنعت منهجا جديدة يدرس الآن في بلاد
وجدت شخصا لم يذكر اسمه علق مؤخرابتعليق يحث علي السلبية هذ ما قرأته أنا فيه واتركه لكم علكم تجدون قراءة أخري حيث يقول المعلق رد علي كلمات ايمان :
وطن غائب ايمان..لن أبدأ في كتابة حروف اسمي حتى تجيبيني على بعض الاسئلة..هل حقا انحنيتي؟ وهل حقا تشعرين بالجبن تجاه موقفك من زملاءك؟وهل تقوين على الخروج والاعتصام؟ ولم تفعلي؟ هل تشعرين فعلا بالعجز أمام ما يحدث لاستاذك وزملاءك؟ هل زملاءك يستحقون كل هذا العذاب الموجود بداخلك؟ هل الحرية في الخروج والاعتصام والوصول الى قمة الاذلال، وهو الحبس بعيدا عن الاهل والاصدقاء؟ وهل هذا هو الطريق الوحيد حتى ننال الحرية ونتجه نحو الديمقراطية؟ وهل اذا وصلنا الى الديمقراطية التي ترغبين فيها بأي شكل كان.. كيف تضمنين أن تتحقق فعلا واكبر دول العالم ترفع شعار الديمقراطية.. فعلا لا تطبقها!هل تشعرين اننا نعيش في وطن؟ او ما يشبه الوطن؟ ومن قال أن وجهة نظر واحدة أو عدة وجهات نظر يجب أن تعبر عن فكر وطن بأكمله.. من قال ـ مثلا ـ أن الاخوان يعبرون عن فكر الوطن؟ وهل هذا يجوز ان تعبر جماعة او تسيطر وجهة نظر واحدة على فكرة "الوطن"!لا اقصد الاساءة.. ولكني فقط اردت ان اضرب مثلا.. بقى أن أسألك:هل أمرنا الاسلام حقا بالتظاهر والاعتصام؟هل وضع ضوابط لذلك؟هل ما يحدث في مصر يعبر عن هذه الضوابط؟لا أحاول مطلقا أن أقلل من أفكارك وزملاءك، ولكن اعتبريها مجرد مناقشة عادية.. قد يقنع بعضنا الاخر بوجهة نظره.انا لا ارفض التظاهر او الاعتصام، ولست ضد فكرة تحرير "الوطن" من أوضاع سيئة للوصول لوضع أفضل.. ولكني اشترط أن يكون لهذا التظاهر نتيجة.. وما يحدث في مصر.. تظاهر واعتصامات فقط.. اما النتيجة فصفر.. هل تعتقدين انه سيأتي اليوم ليتغير وجه "الوطن" الغائب منذ قرون.. نعم قرون وليست سنوات.. نحن شعوب تعشق "الظلم والاستبداد" هل تظنين انه سيأتي اليوم الذي نستطيع ان نطبق فيه الديمقراطية بمعانيها الحقة؟ أظن لا.. انظري الى الماضي.. هل تغيرت الاوضاع في مصر منذ سنوات طويلة تظاهر فيها الالاف، بل الملايين من ابناء هذا الشعب، انظري الى فلسطين.. هل تغير الوضع فيها منذ مئات السنين، رغم انه لم تنقطع المظاهرات يوما عن الخروج في شوارع الدنيا كلها لتطالب بخروج اسرائيل منها.. فقط اذكرك.. تذكري حسن البنا رحمة الله عليه.. ماذا فعل؟ فعل الكثير بالتأكيد.. وفي النهاية "مات"، هل تغير شيء في مصر؟ نعم تغيير في فكر الجماعة فقط، وتحولها من جماعة دينية الى سياسية.ايمان.. لن ازيد الامر عليكي اكثر من ذلك.. ولكن كلماتك كانت فعلا مؤلمة.. رغم انه لا ذنب لكي في استبداد نظام، وقمع حكومة، خصوصا ان الحل مش في ايدك.. فلا تثقلي على نفسك.
فرددت عليه قائلا
اخي او اختي كاتب الكلمات لماذا حدث تغيير الان نحن ابناء هذا التغيير لم يكن يستطيع احد ان يخرج او يتكلم قبل عامين فقط الان الناس تشعر وتتكلم وغدا يخرجون لقد نشأت السلبية فينا منذ الثورة والان نحن نتغيرحدث التغيير ولكن تحتاج ان تخلع عنك هذه النظارة السوداء
فرد هو مرة أخري قائلا :
أخي عبد المنعم..تحية طيبة وبعد، تفضلت بالرد على حديثي ببعض الكلمات التي تعبر فقط عن وجهة نظرك انت.. فهلا تفضلت في الاجابة على الاسئلة بدلا من ايمان! لا سيما وانت تنصحني فقط بخلع النظارة السوداء.طرحت بعض الاسئلة، لاقول ان لا ذنب لنا جميعا فيما يحدث داخل "وطننا" من خلل، وأن المسؤولية في هذا الخلل تعود فقط لاصحابها.. وقلت اني ارى في التغيير الذي حدثتني عنه.. انه لا تغيير حقيقي.. نعم خرجنا وصرخنا ونادينا بسقوط الفساد، وتم اعتقال بعض زملاءك.. ولم يتغير شيء.. فهل هذا هو التغيير من وجهة نظرك.. ان نرتمي في احضان الزنازين، بدلا من بيوتنا.. هل تأثرت الحياة السياسية في الشارع المصري بوجود بعض الشباب داخل السجون بتهمة "حب الوطن".. وهل حقيقي اننا بدأنا التغيير حقا.. وهل من الضروري ان اؤمن بافكارك؟ او اقتنع انها هي الافضل لتغيير كل ما يحدث داخل "الوطن".كل يوم ينادي شخص بالحريات، ويطالب بتطبيق الديمقراطية، وتخرج علينا احزاب المعارضة وتنعقد المؤتمرات والندوات لتشجب وتدين ـ افضل ما تستطيع ان تفعله ـ فهل هذا هو التغيير من وجهة نظرك؟ وربما تتفق معي اذا قلت لك انه لا يوجد حزب معارض بمعنى الكلمة في مصر، وكلها احزاب تطبل وتصفق للنظام!وهل تتفق معي اذا قلت لك ان معظم السياسيون في مصر ليست لهم علاقة بالسياسة، ولم تكن تربيتهم تربية سياسية حقة؟الان.. اقول لك وبكل صرحة اختلف معك في الاراء والاحلام وطريقة تحرير "الوطن".. ومن حقي أن اختلف معك ما دمت لم تجيب على اسئلتي! ولن اخلع "النظارة السوداء".
وأخيرا أرد:
يا عزيزي أنا أوكدعلي رؤيتي من جديد أقول نعم حدث تغيير ونيجته يستطيع أن يراها كل من يمشي في الشارع المصري ..نعم تغيير ضعيف لكنه واضح وعلني , الناس دلؤتي بتتكلم وشويه كمان حتنفجر بس محتاجين شويه صبر وشويه تضحية من الناس اللي مستعدة وحاملة هم قضية حرية البلد ده سواء في السجون أو حتي ولو علي أعواد المشانق دي ضريبة التغيير ...أيوه تأثرت البلد عندما دخل الشباب السجون ...بيوتهم فاقت وحست بخطر النظام , الأهالي والجيران والصحاب حسوا بخطر وجبن النظام ده
مش بقول مطلوب مننا ندخل السجن عشان الناس تحس بقول ان التضحية دي فوقت ناس كتيرة
خرجت ناس مكنتش بتتكلم خرجت تدافع عن الناس
فترة التغيير دي خرجت رموز جديدة بتحارب الفساد غير الرموز الاسلامية او اليسارية اللي بتتحرك
خرجت ناس جديدة بخطاب جديد طلع البسطاويسي ومكي ونهي الزيني ويحيي مجاهد خرج البارودي والخضيري خرج ناس مكناش نتخيل انهم بيععارضوا زي بثينة كامل خرجت شباب صغير في شايل هم البلد ظهر الشرقاوي والقصاص ظهر مجدي سعد علاء سيف
ناس جديدة بدم جديد ندا القصاص وزميلتها ,
ده نتاج بسيط اوي للفترة اللي فاتت
يبقي حصل تغيير ...ولسه لأن التغيير مش بيكون سنة ولا اتنين ..ده تغيير وانقلاب علي صمت وسكون بقاله اكتر من خمسين سنة
اصبر شويه وانزل شارك الناس دي ..وادعي ناس جديدة تشارك يمكن الحرية الكاملة مش احنا اللي حنشفها يمكن بس حنبقي احنا الجيل اللي حققها عشان اللي بعدنا يستطيع أنه يعمر الأرض دي بالصلاح دي سنن الكون يا صاحبي
والدعوة مفتوحة للرد علي هذا السؤال هل نحن علي طريق التغيير؟
2 تعليق:
حدث تغيير كبير جداً بلا شك فى مصر بعد مجهود الإخوان كجماعة ومجهودات أفرادهم "نسأل لهم الأجر من الله" و بعد مظاهرات الإخوان المطالبة بالإصلاح
حدث أن :-
- ظهرت نهى الزينى وأمثالها من القضاة بعد أن كان القضاة صامتون والشاهد على الظلم صامت كالشيطان الأخرس .
- حدث أن بدأ عالم التدوين ونشط من كانوا بالأمس لا دخل لهم بما يحدث فى مصر .
- حدث أن نشأت حركة كفاية وروح كفاية وشارك فيها فئات لم تشارك من قبل فى أى عمل سياسى (مع وجوب الإهتمام بترشيد وتوجيه هذا الحس) .
- حدث أن أعتقل وعذب وأذى ناس جديدة زى ما بتقول يا عبد المنعم غير الإخوان (ليظهر الجاد منهم من اللاعب).
و حدث و حدث و حدث و حدث .....
وعلى الصعيد الشخصى مؤكد عبد المنعم تغير بعد الإعتقال إلى الأفضل (ولا أنت إيه رأيك) وتغير محمود بعد الحبسة الصغيرة التى لاقاها
ولسه مصر ببتغير لأن الحكم الفصل فى أى شأن من شؤون مصر للشعب الذى نصارع عليه النظام لإخراجه من حالة السلبية التى يرقد فيها .
اللهم غيرنا لما يرضيك لتغيير حالنا وحال وطننا .
أخي في الله عبد المنعم.. لم تكن كلماتي بهذه الدرجة من السوء، ولم يدفعني نحو كتابة الكلمات السابقة سوى التخفيف عن "ايمان" البطلة الحقيقة لهذه الصفحة.. ولم أفكر لحظة في بث السلبية في نفوس قراء المدونة أو الدعوة اليها بينهم.. فقط كانت كلماتي محاولة لتجفيف دموع بنت المها فراق اصدقاءها، شعرت أنها مذنبة.. صرخت: انني انحنيت، وقعت كلماتها كالسحر في اذني، سقط القناع، وهان علي "الوطن".. بماذا ستشعر لو أن "شرطي" دهس اختا أو أماأو زوجا، أو حتى امرأة غريبة.. ماذا لو سمعت صراخها تتألم، هل تتحمل فكرة أن ينقذ الوطن على أجساد النساء.. كانت كلمات "ايمان" كليب تعذيب جديد لكل نساء مصر.. كانت صرختها صرخة كل أم اعتقل ابنها، وكل زوجة خطف زوجها من أحضانها، وكل دمعة نزلت من عين طفل مسكين القت الشرطة القبض على والده.. فحاولت أن أقول لها: أرجوكي.. لا داعي للألم.. داخل صدورنا نيران أحرقت القلوب، وأشعلت أجسادنا، ولم نعد نتحمل صرخات جديدة.
أتفق معك، أن الغيير قادم لا محالة.. وأن كل المصريين يحدثون أنفسهم في الشوارع، يصرخون ليل نهار.. أصبحوا يشعرون بالخطر.. والجوع الذي بدأ يحتل أمعائهم يوما بعد الاخر.. ولكنه أثقل خطواتهم، فسار التغيير بطيئا كسلحفاة عمرها ألف ألف عام، تسير خطوة وتركن الى "الظل" سنوات.. ربما لن تقوى على السير مرة أخرى.. وحقا أقول لك: لن يكون التغيير حقيقيا دون تصحيح، وأقصد بالتصحيح أن نبدأ بأنفسنا، وتعاملاتنا اليومية.. أن نحقق قول الله تعال: "كنتم خير أمة"، ففي صباح كل يوم تجد من يلعنك اذا حاولت أن تركب ميكروباص لتذهب الى العمل، واذا حدثك السائق عن "الزيادة في الاجرة" ربما تدعو عليه، واذا دفعتها له بعد نقاش، ربما يسبك بعد نزولك من الميكروباص.
أخي عبد المنعم.. نحن جميعا في حاجة الى التصحيح.. نبدأ بأنفسنا، ومعاملاتنا.. أن نرتقي بالاخلاق الاسلامية الحميدة.. حتى تختفي المفاسد تماما من حياتنا.. أعلم أني أدعو لحلم لن يتحقق.. ولكن اذا كان هناك "أمل" في التغيير.. فلن تقوى السلحفاة على السير الا اذا سطعت الشمس من جديد، وأدركت السلحفاة أن "الظل" الذي ركنت اليه قد اختفى!
أنتظر الرد
إرسال تعليق