المفتي الليبرالي : حزب الإخوان حرام

استفزتني التصريحات التي نقلتها المصري اليوم عن فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة والتي جاءت تحت عنوان " إنشاء حزب للإخوان المسلمين يحول المسلمين إلي طوائف " , وقال فضيلته ردا علي سؤال حول رأيه في سعي الإخوان المسلمين إلي تأسيس حزب سياسي ؟
: إن التكوين المجتمعي في مصر ليس فيه دين واحد والدستور يأبى أن تكون هناك طائفة في مجتمعي ليس فيه طائفية لأن هذا يخل بالأمن والاستقرار الاجتماعي , وإذا كان إنشاء الإخوان لحزب سيؤدي إلي تحويل المسلمين إلي طوائف , فأنا أفتي بأن ذلك حرام , لذلك لابد من معرفة الهدف من إنشاء هذا الحزب
وأضاف أن الجميع في مصر أرتضي الحضارة الإسلامية ,فالدستور ينص صراحة في مادته الثانية علي أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ,كما ارتضت مصر الليبرالية , وهي لا تتعارض مطلقا مع الإسلام ,لأنها تتيح لنا الحرية , والدين يقول لنا : " لا إكراه في الدين " , و " لكم دينكم ولي دين " , وكل هذا يعني أن إنشاء حزب ديني سيؤدي إلي تشتيت وتفتيت الإسلام .
أنا كأحد الشباب الذين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين لا أختلف مع فضيلة المفتي" الليبرالي " في الارتضاء بالمنهج الليبرالي والذي يفتح مجال الحرية لكل شئ في الاقتصاد والسياسية والحياة العامة بل ما يفوق تخيل فضيلته .
ولكن يا فضيلة المفتي هل من الليبرالية السمحاء أن تصدر فتوي بحرمة تكوين الإخوان لحزب سياسي ؟
وخاصة وأنهم يطالبون بدولة مدنية ويعلنون رفضهم لحكم الدولة الدينية التي يستخدم فيها الدين ورجاله للسيطرة والاستبداد بعباد الله , وتأكيدا علي ذلك تقدم أحد نواب الإخوان بمشروع قانون يمنع إنشاء أحزاب علي أساس ديني أعده لهم القطب الليبرالي المستشار يحي الجمل
يا فضيلة المفتي ألا تري فتواك تتعارض مع مبدأ الحرية الذي استنتجته سيادتك من مبادئ الشريعة الإسلامية وكذالك من مبادئ الليبرالية !!
يا فضيلة المفتي أين الحرية وأنت تقمع باسم الدين إنشاء حزب مدني تنادي به جماعة الإخوان المسلمين !!
يا فضيلة المفتي الليبرالي الحر أود أن أستفتي فضليتكم عن رئيس لإحدى البلاد يحكم شعبه منذ 25 عاما باسم الحرية والديمقراطية من خلال حزب حاكم ليبرالي ولكن شعبه جائع وفقير و يتعرض فيه خمسة في الألف منه للتعذيب في أقسام الشرطة والمعتقلات ( كما صرح مصدر مسئول في هذا البلد ) , ويقوم أعضاء هذا الحزب الحاكم بسرقة أموال الشعب والهروب بها خارج البلاد كما يقوم أعضاء هذا الحزب بتلويث دماء هذا الشعب أو سرطنته أو حتي إغراقه بالجملة ؟!!