روابط المدونين

إنشاء جماعة أو رابطة لمدونين لها مجلس قيادة هو ببساطة
تسليم المدونات سيكون فريسة سهله للنظام و أمن الدولة

هل من الممكن أن يتحول التدوين إلي كيان محظور يعاقب عليه القانون وتتعقب أمن الدولة بوستاته لانضمام عدد كبير من شباب الإخوان لهذا الفضاء الواسع وخاصة وأن غواية تكوين التنظيمات دفعت عدد من هؤلاء الشباب لإنشاء تنظيم أو رابطة تضم مدوني الإخوان والمدونون الإسلاميون
وهل من الممكن أن يؤدي ذلك إلي شل الحياة التدوينية كما توقفت الحياة النقابية بعد إصرار الدولة تجميد نشاطها لنجاح الإخوان في الحصول علي أصوات المهنيين
هل من الممكن أن يهجر عدد من المدونين الليبراليين والعلمانيين والمستقلين التدوين بعد كثافة الخطاب الفئوي الذي تقدمه مدونات شباب الإخوان
أسئلة كثيرة طرحت بعد أن أعلن المدون الإخواني علاء الغزالي صاحب مدونة " مش أنا " عن إنشاء رابطة للمدونين تحت اسم " المدون خانه " وعي عبارة عن موقع الكتروني يضم ميثاق للشرف لمنع استخدام العبارات البذيئة والألفاظ الجارحة وستعمل كما يقول علاء علي متابعة أخبار المدونين و المطالبة بحريتهم في التعبير بطرق و أساليب مختلفة وستقوم الرابطة علي توصيف" المعني الأخلاقي لمفهوم حرية الرأي"
ومع ذلك ينفي علاء أن تكون هذه الرابطة خاصة بمدونين بعينهم فمن الممكن أن ينضم إليها المختلفين السياسيين ولن تضغط الرابطة أو تقيد كتابات أي مدون مشارك سواء في اختيار المواضيع أو أسلوب تناولها و لكن الكتابة تكون في إطار الأخلاقيات المتفق عليها في ميثاق الشرف و التي يكون العضو موافق عليها
ويقول أن الرابطة ستشكل تكتل من أجل حرية التعبير في المدونات و مناهضة الاعتقالات و التضييقات الأمنية التي تتخذ ضد بعض المدونين و المناداة بحرية تعبير المدونين على اختلاف آرائهم و انتماءاتهم
منذر صاحب مدونة " حين البأس " وأحد مؤسسي الرابطة الجديدة رؤيته في تكوين هذا التجمع أن مشكلة التدوين أنه بلا سقف وحريته مفتوحة فاستغل بعضهم هذه الفرصة لكتابة مابدا له من ألفاظ وبطرق لاتصح
شاهيناز صاحبة مدونة " واحدة مصرية " رفضت الفكرة قائلة : " التجمع أو عمل رابطة للمدونين أثير أكثر من مرة و منذ أن بدأت التدوين منذ أكثر من عامين كان فيه أكثر من مدون نادو بذلك لكن كان فيه رأي أخر اتفق عليه كل المدونين الناشطين سياسيا هو أن وجودنا في جماعة أو رابطة لها مجلس قيادة هو ببساطة سيكون فريسة سهله للنظام و أمن الدولة يعني سيتم التضييق بشكل أكبر و مطاردة أعضاء "جماعة المدونين" وتضيف وجودنا في جماعة مع إختلاف إتجاهتنا سيؤدي لصدام و إهدار لطاقتنا لذلك كان التنسيق بيننا و ليس إنشاء تنظيم هو الحل وتؤكد أن اللامركزية هي القوة وكل واحد يضرب نظام القهر والفساد من ناحية .
تجربة إنشاء تجمع للمدونين ليست جديدة فقد تم إعلان رابطة باسم اتحاد المدونين العرب في فلسطين وكذلك تم إنشاء رابطة باسم مدونون بلا حدود دعا لها مدونة" الجزيرة توك" وموقع" تدوين " بينما لم تثمر هذه التجارب سوي علي نشر مقالات المنضمين لهذه التجمعات علي موقع الرابطة
الرابطة الاخوانية لن يكون مصيرها الحظر والمتابعة الأمنية فقط بل ستقف أمام الصورة التلقائية التي استطاع أن يصوغه جيل جديد داخل الجماعة استخدم التدوين ليعبر عن الجانب الإنساني لها وبأساليب مختلفة أستطاع هذا الجيل أن يرسم وجها جديدا لهذه الحركة بأقلام وأشكال مختلفة, بينما إنشاء كيان مجمع سيعود ويرسم صورة نمطية أحادية الاتجاه وهنا سترسب الفكرة حتي ولو كانت الصورة ايجابية
كما ستعمل فكرة التجمعات علي إثارة الجهاز الأمني ضد التدوين وحريته مما قد يكون لها أثار سيئة علي حرية التعبير في مصر والتي أصبح التدوين أحد أهم أعمدتها

هذا الموضوع بمشاركة أروي الطويل نزل في صفحة مدونات ومدونين بجريدة الدستور