الخميس، أكتوبر ١١، ٢٠٠٧

مارك لينش والحوار مع الأمريكان


لازلت استريح من جهد أربعة أيام متواصلة من النقاش والحوار وسماع الحوارات كانت مع صديقي الباحث مارك لينش الذي جاء القاهرة زائرا ليجمع معلومات أكثر عن جماعة الإخوان المسلمين وأفكار الديمقراطية والحوار عندهم خاصة بعد أن كتب رسالة إلي الأستاذ مهدي عاكف مرشد الإخوان في مجلة (السياسة الخارجية) حيث قدم له عدد من النصائح للحوار مع الغرب
مارك قابل في الأيام الأربعة حوالي 25 شخصية مابين قيادات الجماعة وعدد كبير من شباب الإخوان وخاصة المدونين كما قابل عدد من الشخصيات المستقلة والباحثين في شأن جماعة الإخوان المسلمين
مارك كان سعيدا للغاية عندما قابل المرشد العام وشكره بالانجليزية علي نصيحته فهو لم يكن متأكد أن رسالته وصلت للاخوان كما أنه كان سعيد لحرص الاستاذ عاكف أن يرد عليه بالانجليزية رغم أن مارك يتخحدث العربية بشكل جيد
وكانت زيارة لينش لها أهداف ثلاثة أولها التباحث مع الإخوان ومعرفة ارائهم حول فكرة الحوار مع أمريكا وثانيا جاء ليتعرف علي اراء الجماعة حول الحزب التي ارسلت برنامجه لخمسين مفكرا مصريا لطرح ارائهم حوله كما كان يهدف للتعرف علي جيل المدونين بالجماعة حيث أنه كان أول من كتب عن مدونين الاخوان بمقال في الجارديان بعنوان اخوان التدوين
مارك يعد دراسة جديدة عن الجماعة سينشرها في جريدة السياسة الخارجية في وقت قريب

مارك أستاذ علاقات دولية بجامعة جورج واشنطون أكد لي أنه يتفهم صعوبة الحوار مع أمريكا خاصة مع وجود بوش كما أن يقدر جيدا أن الجماعة لا تنتهج العنف
هذا وقد قام محرري موقع اخوان ويب بترجمة مقال لينش كاملا وهذا نصه

عدت إلي أمريكا توا ، ويمكنني الآن أن أقول الكثير عن المكان الذي كنت فيه وعما حدث فيه . ربما يدعي بعض القراء أنني نشرت مقالا في مجلة السياسة الخارجية الشهر الماضي ، بعنوان " كيف نخاطب أمريكا " من وجهة نظر المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ، لذلك قمت بزيارة القاهرة وقمت بالعديد من الزيارات المكثفة خلال أربعة أيام قابلت فيها وناقشت أكثر من 25 شخصا . وكان علي أن أتحدث إلي أكثر القيادات في جماعة الإخوان غير المتواجدين في السجون حاليا ، فقابلت حوالي 12 مدون وناشط وعددا من المحللين المصريين الذين لهم رؤية حول الإخوان مثل ضياء رشوان وخالد العناني وكذلك تعرضت للشكوك الصحفية ( ومنهم أصدقائي ) . وكذلك عقدت مقابلة مع المصري اليوم والدستور . وأرسل شكري العميق إلي عبد المنعم محمود الذي المدون الذي سجن وعذب منذ عدة شهور ، كان عبد المنعم رفيقي في هذا الأسبوع . ولن أتكلم كثيرا عما وجدته في مصر ، فمنذ أن شرعت في نشر مقالات تستطلع الثلاثة مواضيع القائم عليها بحثي ، والآن أستطيع أن أعطي فكرة عما كنت أفعله .

كانت هناك ثلاثة أهداف للزيارة :

للتحاور مع قيادة الإخوان المسلمين حول إمكانية الحوار مع أمريكا ، ولم أؤكد علي كيفية الحوار . وقد قرأ العديد من قادة الإخوان مذكرتي وتوصلوا إلي اتفاق وبعض الانتقادات والشكاوي ، وقد تأثرت بشكر الأستاذ مهدي عاكف علي نصيحتي بالإنجليزية ، بالرغم من أن المحادثة كانت بالعربية .

وجدت رجالا علي كل المستويات داخل الجماعة تريد أن تتحدث إلي ، ولا يبخلون بالوقت أو الأفكار ، ولكن القليل منهم من كان يرحب بفكرة الحوار . وأكد العديد أنهم يقدرون الحوار من حيث المبدأ ، وذهب البعض إلي أنهم سوف يسعدون بالحوار مع أي حكومة أمريكية ، حتى حكومة بوش ، إذا اعترفت بأخطائها وغيرت من سياساتها . إلا أنني لم أتوصل إلي الشعور بأن العديد من قادة الإخوان يودون الحديث الرسمي مع أمريكا في الوقت الحالي . أما الحوار مع الباحثين من أمثالي فيرحبون به ، إلا أنهم يرفضون أي حوار سياسي من أي نوع . ولم يدهشني ذلك ، فقد تناسب مع ما قالوه في مقابلاتهم وتصريحاتهم العامة في نفس الوقت ، وأكد عاكف غي مقابلته التي نشرت في جريدة الدستور ، في اليوم الذي وصلت فيه ، وقال ليس لدي الإخوان شيء لتفعله تجاه نداءات الحوار مع الغرب .

وبالرغم من ذلك ، فإن المناقشات ما زالت مجدية . فهناك العديد من قيادات الإخوان يتفهمون الغرب ويتفهمون حالة سوء التفاهم معهم . وأرت أن أتفهم ما يريدون ، ولكنني توصلت في النهاية إلي أن السبب في اعتراضهم هو الدبلوماسية العامة لإدارة بوش . ويرون أن المشكلة تتمثل في سوء التفاهم من الطرفين ، لذلك فالحل هو الشرح الأوفى لكل من الجانبين وتصحيح هذه الانطباعات الخاطئة . حاولت أن أقنعهم بأن المشكلات أصبحت أعمق وأنهم يحتاجون إلي التواصل عن طريق الحوار الحقيقي والذي يمكنه أن يظهر الخلافات ونقاط الضعف وليس فقط التقرب من الفهم الأمريكي الخطأ . وقد حاولت مع قادة الإخوان لشرح شكوك الأمريكيين حول نواياهم وأكدت علي ضرورة اتخاذ مواقف تدعم كلماتهم . وأردت كذلك التأكيد علي ضرورة اتخاذ خطوت إيجابية وليست خطوات سلبية . وعندما يقدم الإسلاميون المتطرفون دعوى ضد الليبرالية أو يكفرون شخصا ما ، أليس هذا كافيا لعدم الاتفاق أو القول بأن الإخوان المسلمين ليس لديهم شيء ليفعلوه ويكون له تأثيره . لا أدري إن كان للإدانة العامة والصريحة والقوية أي تأثير ، ولكن يبدوا أنهم يستمعون بحرص .

أردت أن أوضح الشكل السياسي المعقد للحزب ، والذي يثير خلافات العامة ، بسبب وجود عدة أفكار جديدة منتشرة مثل " المجلس الأعلى للعلماء " وأن لا يكون الرئيس امرأة أو مسيحيا . ومرة أخري فلست في مجال الخوض في تفاصيل الموضوع ، لأنه وببساطة سوف أكتب مقالا مطولا في الأسابيع القادمة . وهناك بعض المقالات التي نشرت في صحيفة المصري اليوم وموقع إسلام أون لاين ، قد تشابهت تماما مع تصريحات الإخوان المسلمين وقد تناسبت مع النظام السياسي المتقدم للجماعة . ولكن الشكل الذي وزع في البداية علي المثقفين قد صدم الجميع ، ومن بينهم أنا ، وأثار ردا عاما سلبيا . وقد قام المحللون بعداء الإخوان وقالوا أن هذا يكشف حقيقتهم الاستبدادية وكذلك الوجه المتطرف للإخوان . وعلي سبيل المثال ، قال عبد المنعم السيد أن البرنامج الديني للإخوان يشبه البرنامج الإيراني . حتى المحللين الموالين للإخوان مثل ضياء رشوان ، شنوا انتقادا لاذعا عليهم .

وبعد محادثاتي فإنه من الواضح أن قيادة الإخوان منقسمة حول شكل الجماعة . فالشكل الحالي للجماعة ليس هو الشكل الحقيقي ، ولكنه وجه واحد للجماعة ، وليس واضحا إذا كان جانب القوة هو الأقوى أم الجانب السياسي . وهناك بعض النقد العام فأبو الفتوح وجمال حشمت قد عارضا بينما عند الإفراج عن عصام العريان من السجن ، قال أنه لم يري البرنامج قبل الإفراج عنه . ويبدوا أن الحقيقة ، أن العريان وخيرت الشاطر وغيرهم من المؤثرين في الجماعة كانوا في السجن وتركوا البرنامج لأعضاء متحفظين كي يعيدوا تشكيله علي الوجه الحالي . وقد كانوا حريصين أن يشرحوا لي أن المجلس الأعلى للعلماء هو فقط مجلسا استشاريا ، وليس إلزاميا ، وأن السلطة سوف تظل في أيدي البرلمان المنتخب والمحكمة الدستورية . وقالوا أنهم لا يهدفون إلي إيجاد سلطة دينية جديدة ، بل يريدون إيجاد كيان تنفيذي جديد منتخب يأخذ سلطته من الأزهر . وكان أبو الفتوح يتناول البرنامج معي خطوة بخطوة ليوضح لي ما قيل بالفعل . ولكن الجميع يرون أن لديهم مشكلة ، حيث أن من أهدافهم الرئيسية إعادة تأمين مفاهيم المصريين الآخرين والذي سوف يكون بمثابة الطعن في الظهر وسوف يفتح الباب لجميع أنواع الهجمات .

وفي النهاية أريد أن أكمل مقالي الذي بدأته في بداية هذا العام عن مدونو الإخوان المسلمين ، لمعرفة المزيد عن الجيل الجديد لمدونو الإخوان وناشطيهم . وقد كان نجاحا باهرا أن أتقابل مع عدد كبير من الناشطين الشباب من مختلف الاتجاهات ، وأغلبهم من الإخوان المسلمين ومن بينهم بعض الفتيات المثيرات للإعجاب . ويمثل مدونو الإخوان ظاهرة جديدة ومهمة ، وقد صدمت من نقطة أثارها العديد منهم ، وهي أنه ليس الأمريكيين وحدهم من لا يعرفون عن أعضاء الإخوان وإنما في مصر أيضا ، لا يعرب أغلب الناس شيئا عن أعضاء الإخوان . فالمدونات والمدونيين يقومون بإنصاف الإخوان ، وكذلك تجعلهم يقومون بعمل اتصالات وعلاقات بينهم أنفسهم وبين غيرهم ممن لا يعرفون الإخوان . وأثارت المدونات النقد داخل أعضاء الجماعة نفسها ، فكما علق عبد المنعم علي الشكل السياسي للجماعة ، وهناك أكثر من 50 تعليق . وعبر بعض الأعضاء الكبار عن قلقهم تجاه هذا الاختلاف العام ، إلا أن غيرهم من أمثال خيرت الشاطر شجع ظاهرة المدونات كطريق لإعادة الروح في الجماعة وبث الحماس داخل شبابها . وهناك الكثير حول ذلك سوف أقوله لاحقا . وأريد أن أشكر عبد الرحمن عياش ، والذي شارك في مقابلاتي مع مدونو الإخوان . وأرق شيء حدث طوال هذه الرحلة أنه ادعي أنني " شاب " .

نسيت أن أقول أنه بينما كنت في مصر كان هناك إضراب من قبل الصحافة المصرية المستقلة ليوم واحد ، احتجاجا علي الدعوى المقدمة ضد إبراهيم عيسي ، وعدد من رؤساء التحرير . وسنذكر الكثير حول هذا لاحقا ، ولكن يجب علي أن أذهب الآن ........

9 تعليق:

TraEqu يقول...

بغض النظر عن أي شيء


المدونة جميلة جداً جداً

ملحوظة أخيرة: لا أقبل أبداً بحكم الإخوان لبلدي


شكراً

غير معرف يقول...

طيب هو ايه المعني من التدوينة دي
وعايزين نعرف هدفها
عشان صياغتها ركيكة جدا

الأغاني للرأفتاني يقول...

السلام عليكم ورحمه الله
مارك لينش
ما هو الا محرر ومدرس فى الجامعه والبحث الذى يقوم بصياغته سيضاف لتاريخه المهنى ولن يضيف شئ للجماعه.اذا كانت الجماعه تبغى الحوار مع امريكا او اى قوى اخرى..فالافعال هى الفيصل وليس حوارات الصحفين
هل اجاب الاستاذ عاكف عن سؤال لنش بخصوص منع المراه والاقباط من الترشح للرئاسه كما ورد فى اجنده الاخوان الانتخابيه

انا مش معاهم يقول...

ممكن اعرف انت هاتروح
مؤتمر اسكندريه
علشان اشوفك هناك

Khaled Hamza Salam يقول...

Dialogue in itself is a goal.The MB's doors are always open for those who are seeking the truth about our movement, although they might not agree with everyting we say or believe in. The issue of banning women and copts from running for the presidency has been taken out of proportion, but it is not unheard of in Western democracies.

albaghdadi يقول...

سيبك من اللي يقولك ما بيقبلش ، بحكم الإخوان للبلد ، إحنا مش عايزين الإخوان يحكموا البلد إحنا عايزين شرع ربنا هو اللي يحكم البلد ، وهو ده هدف الإخوان ، واللي يقول اللغة ركيكة ، خلية بورينا ، لغة اللي بالسليقة عشان نستفيد منه ، تدوينة رائعة ،

عباس العبد يقول...

لا اعرف صراحة ما هو الهدف من الحوار مع الامريكيين ؟
و بأى حجة ؟
و الى اين يتجه ؟
ما معنى التدوينة و اللقاءات اذا كان الاخوان ضد السياسة الامريكية ؟
حتى اذا دخلتم فى حوار معهم ؟
هل بغية اقناعهم مثلا بعدالة قضيتكم بحثا عن دعم امريكى ؟
مش فاهم
ارجو التوضيح
بس يا ريت بعيد عن نظرية فتح افاق الحوار مع الاخر و الانفتاح و الكلام ده

غير معرف يقول...

اللهم لا تجعلنا ممن يتهمون النوايا لكن يا اخي هي نصيحه في الله لابد ان تقلل من التسويق الاعلامي للابتلاءات في الله فان انا لم اتهمك سيتهمك الظانون
ونسأل الله التوفيق

مصطفي النجار يقول...

خايف يا صاحبي
تقلب غم
وولاد ال ... يعملوا عليها حكاية
وتبقي ذريعة لقمع من نوع جديد
مش عارف بس مش مستريح
ربنا يستر