الخميس، يناير ١٥، ٢٠٠٩

أطباء مصر في غزة شاهدنا بأعيننا الهلوكوست الإسرائيلي


شاهدنا بأعيننا الهولوكوست (المحرقة) الذي تشنه إسرائيل في غزة.. إنهم يقتلونهم بقنابل DIME الذرية الصغيرة.. الجرحى يأتون إلينا وأجسادهم سائحة كالسوائل، وأجساد آخرين مقطعة وكأن سكينا كبيرا قطّعها"..
بهذه الكلمات المؤلمة عبر عدد من الأطباء المصريين الذين دخلوا قطاع غزة الجمعة الماضية ضمن وفد اتحاد الأطباء العرب للمشاركة في إغاثة ضحايا العدوان الإسرائيلي، عن بعض مشاهد الجرحى التي عرضت عليهم، معربين عن استعدادهم للإدلاء بشهادتهم أمام المحاكم الجنائية الدولية على "جرائم إسرائيل" ضد المدنيين الفلسطينيين.
المشاهدات التي قابلها الأطباء المصريون دفعتهم لتوثيقها عبر كاميرات هواتفهم المحمولة وتقاريرهم الطبية، وهو ما دعا د.يحيى أحمد استشاري الجراحة وأحد أعضاء الوفد الطبي التابع لاتحاد الأطباء إلى القول لـ"إسلام أون لاين.نت": "سنقدم لكم صورا لهذه الجرائم.. وليس لدي مانع أن أذهب للمحكمة الجنائية الدولية لتقديم شهادتي عن هذه الجرائم الإسرائيلية في حق الفلسطينيين".
د.جلال الدين إبراهيم اختصاصي الطوارئ والجراحة وأحد أعضاء الوفد أكد أنهم سيقدمون كوفد طبي أو فرادى شهادتهم لمنظمات حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية "حتى نأخذ موقفا قانونيا وقضائيا ضد الإجرام الصهيوني في قطاع غزة المحاصر منذ نحو عامين".
من جانبه، قال د.أشرف محمد أحد أعضاء الوفد الذي يشارك في إغاثة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 19 يوما متواصلة مسفرا عن استشهاد 976 فلسطينيا وإصابة 4525 آخرين نصفهم من النساء والأطفال: "شاهدت بعيني ممارسات الهولوكوست الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين".
وأضاف في اتصال هاتفي مع "إسلام أون لاين": "نشاهد إصابات لم تمر علينا طوال حياتنا الطبية الطويلة.. أناس أتوا إلينا وأجسادهم سائحة كالسوائل، وآخرون أجسادهم مقطعة وكأن سكينا كبيرا قام بتمزيقها.. وحالات أتت بدون النصف الأسفل من جسدها.. وحالات أصبحت أنسجتها الداخلية مثل الخيوط المتفرقة..".
وتابع الطبيب المصري: "معظم هذه الإصابات نتج عن استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة أو تجريبية.. إنهم يقتلونهم بقنابل ذرية صغيرة تسمى DIME تتكون من اليورانيوم وشظايا الكربون وغبار المعادن الثقيلة لاسيما التنجستين.. إنها معركة ضد مدنيين وعزل وكأن إسرائيل تنتقم لكونها لم تستطع الوصول إلى المقاومين".
وتدخل قنابل DIME الجسم فلا يمكن كشفها عبر التصوير بالأشعة السينية، وهي شظايا تستمر بالاحتراق داخل الجسم المصاب، وتؤدي إلى الوفاة في النهاية دون أن تظهر آثار جروح خارجية واضحة، وتستخدم في اختراق الأنفاق والتحصينات الدفاعية وليس الأجساد البشرية.
يذكر أن وفدا طبيا مكونا من أكثر من 60 طبيبا متطوعا من مصر والأردن والمغرب واليمن تابعا لاتحاد الأطباء العرب قد دخل غزة الجمعة الماضية لتقديم مساعدات طبية بعد مناشدة باسم نعيم وزير الصحة الفلسطيني في حكومة إسماعيل هنية المقالة باحتياج القطاع الطبي الفلسطيني لكوادر طبية متخصصة.
د.محمد عثمان رئيس الوفد الطبي لاتحاد الأطباء من جهته قال: "نشاهد هنا صورا مروعة، قد نمنع كثيرا وسائل الإعلام من نقلها لكونها مروعة وصاعقة وصادمة.. الإسرائيليون يستخدمون أسلحة تدمر أنسجة خلايا الإنسان خلافا للغازات المهيجة والسامة والتي تصيب الشخص بضيق في التنفس وحالة هياج وهستريا".
وأردف: "لا أستطيع وصف حالة بأنها أصعب ما قابلته؛ فكل الحالات صعبة وخطرة.. يأتينا ضحايا وقد انفصل عن أجسادهم نصفه السفلي بشكل كامل.. ومطلوب منا أن نعالج نصفها المتبقي من الجروح والشظايا التي لم تترك جزءًا سليما فيما تبقى من الجسد.. قد يضطر 7 جراحين للتعامل مع حالة واحدة فقط في لحظة واحدة محاولين أن يعود القلب ينبض من جديد".
وشدد د.عثمان على أن "القطاع الطبي في غزة الآن قد لا يحتاج لأطباء؛ نظرا لعدم وجود مستشفيات يقوم هؤلاء الأطباء بتقديم الخدمة الطبية فيها، فنحن نقوم بترحيل حالات حرجة من المستشفى بعد إجراء الإسعافات أو الإجراءات الأولية لاستيعاب حالات جديدة".
وعبر "إسلام أون لاين.نت" ناشد عثمان الجهات الإغاثية في العالم قائلا: "نحن عبر موقعكم نناشد الجهات الإغاثية في العالم الحر بسرعة إمدادنا بمستشفيات متنقلة بها غرف عمليات وعناية مركزة، فالطاقة الاستيعابية للمستشفيات الحالية لا تستوعب كم الجرحى الذي يتزايد كل دقيقة".
وأوضح أن غزة ليس بها نقطة أمان واحدة: "لا نستطيع التحرك خارج المستشفى؛ فالقصف حولنا في كل مكان.. حتى الأطباء الفلسطينيون لا يخرجون من المستشفى؛ نظرا لعدم ضمانهم أن يعودوا من جديد".
واتفق معه د.أشرف محمد قائلا: "أنا بالتأكيد لا أشعر بالأمان وخاصة بعد أن قصفت إسرائيل مقرات ومدارس منظمة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أسمع صوت القصف في كل لحظة.. داخل المستشفى هنا لا نسمع إلا صوت الأنين، ولا نشم إلا رائحة الموت.. لم أعد أعرف عدد الأيام التي مضت على مكثنا في غزة؛ فهي كالسنين؛ حيث نظل نعمل طوال 24 ساعة بلا توقف، ولا نلاحق على تدفق الجرحى".
الأطباء المصريون لم يكونوا شهودا فقط على جرائم إسرائيل، وإنما على صمود الشعب الفلسطيني فقد روى د.أشرف تجربته في هذا الصدد لـ"إسلام أون لاين.نت" قائلا: "برغم هذا الوضع فإننا نقابل شعبا عجيبا، يبث في داخلنا روح المقاومة ويقبل على الموت والاستشهاد بقوة وصمود".
واستشهد ببعض المواقف قائلا: "حاولت إسعاف أم وطفلها (11 سنة) وأخته (10 سنوات) حضرت إلى مستشفى الشفاء وقد هدم الإسرائيليون بيتهم وأصابهم بإصابات شديدة، فاستشهدت الأم أمام عيني الطفلين.. وإذا بهم لا يبكون.. وإنما نظر الطفل لأمه وقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)".
وتابع: "حاولت احتضان البنت الصغيرة فقالت لي الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا.. وفي موقف آخر شاهدت أما تبكي على استشهاد طفلتها التي لم تتعد الثلاث سنوات.. فإذا بابنها الذي لا يزيد عمره عن عشر سنوات يأمرها أن تكف عن البكاء قائلا إحنا مش بنبكي إحنا حنأخذ ثأرنا".

11 تعليق:

أحمد سعيد بسيوني يقول...

لا حول ولا قوة الا بالله

غير معرف يقول...

جزاك الله خيرا على الموضوع ده..
كنت عايز استأذنك لو ممكن نترجمه انجليزى؟ لو ممكن ابعتلى email على ahmed عند linuxawy.org وانا حاترجمه وابعتهولك تنشره فى مدونتك

بحب كل الناس يقول...

حسبنا الله ونعم الوكيل

عبدالمنعم محمود يقول...

لينكساوي المادة متاحة شرط ذكر المصدر

غير معرف يقول...

مانتم بتجربوا الاسلحة الايرانية عليهم برضو فاشمعنى هما لأ؟ طول عمركم يامسلمين عندكم ازدواجية معايير و هى دي سبب حالة الاحساس بالظلم الزائفة اللى عندكم.

ثم اسرائيل غلطانة لما تعمل كده و حماس اللى بتستخبى زى النسوان وسط المدنيين العزل بعد ماتطلق صواريخ على اسرائيل مش غلطانة؟

في مسلمين بيموتوا اكتر من بتوع غزة في دارفور ماشفناش مدونة من سيادتك او من اعضاء تنظيمك عنهم يعني..

Misrdream يقول...

انا بستغرب على الناس اللى بتشوف الحقايق بعنيها واضحه زي الشمس
وبتعرص برضه الاخ اللى داخل يقولك حماس بتستخبي ورا الاطفال والنساء
ده تبع الخارجيه الاسرائيليه ولا ايه ظروفه اسرائيل نفسها كدبتها محدش مصدقها ازاي تتكلموا بلسان الكدب الاهبل العبيط انا اسف ان فى عقليات بالخرا ده

غير معرف يقول...

يا أخ misrdream
أرجو أن لا تنجر لأسلوب المدعو an
egpytian
لأن كل واحد بأخلاقه بيعبر عن دينه

والسلام عليكم

غير معرف يقول...

مدونة غزة عربية تساعدك لفعل شىء لغزة أولا كيفية التبرع بالمال و أماكن التبرع بها و كيفية التبرع بالدم وأماكنها أيضا, ثانيا مقاطعة المنتجات الامريكية والاسرائيلية , ثالثا الدعاء لهم بأن يثبتهم , رابعا توجد أرقام تليفونات للاتصال بأهل غزة, خامسا بعض الفديوهات و المقالات المؤثرة , سادسا تعريف الفوسفور الابيض وآثاره الصحية,سابعا ذنوبنا سبب تعسهم.
Gazaarab.blogspot.com

بذرة امل يقول...

أعتقد ان الباب لو اتفتح لكل الأطباء المصريين لكان هناك الاف منهم تطوعوا للذهاب إلى غزة
ولكن
شكرا لك يا أخى على مجهودك
وجزاك الله كل خير

غير معرف يقول...

انت فين يا منعم ؟

غير معرف يقول...

العالم كله شاهد الهولوكوست الاسرائيلي الا أبو مازن..