نفي مرشد الإخوان المنتخب الدكتور محمد بديع وجود انشقافات داخل حقوق الجماعة، علي إثر خروج اثنين من قادتها بالاستقالة وهما الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد «سابقا» والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح.. وأكد خلال حواره مع الإعلامي حسين عبدالغني مدير مكتب «الجزيرة» بالقاهرة والذي أذيع عصر أمس أن الجماعة عانت ضغوطاً هائلة مؤخراً حالت دون إبراز طاقاتها وخيرها للناس.. وقال إن تسليط الضوء عليها يتيح فرصة «رائعة» لجذب الأنظار لها وتعريف من يرغب بحقيقتها.. مؤكداً أن الإخوان ليست جماعة سياسية بل جماعة تحمل الإسلام بكل قيمه وأخلاقه وأحكامه.
في حين أقر «بديع» بحق جمال مبارك في الترشيح للرئاسة في انتخابات نزيهة دون قهر أو تميز في عرضه علي الشعب.
> أنتم خارجون من أزمة تطايرت فيها الاتهامات وصلت إلي أنه كان يوجد تزوير في الانتخابات وأن هناك تلاعبًا في هيئة الناخبين وأن هناك اغتصابًا من مكتب الإرشاد لسلطات مجلس الشورى وأن هناك شخصيات لها وزنها التاريخي مثل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور حبيب، خرجت من المكتب.
- عندما أتحدث عن الفترة الماضية وما جري فيها فهي تجربة ثرية، نعم قد تكون هناك ملاحظات، نعم قد نحتاج لمراجعة بعض المواضيع لكنها سليمة مائة بالمائة بعد استشارة المستشارين القانونين بالجماعة وعرض ما تم عليهم وأقروا بأن الإجراءات سليمة، أما الاتهامات التي تكال للجماعة فهي ليست جديدة ولكن علي من يدعي أن يقدم دليلاً، نحن بفضل الله لسنا جماعة سياسية كما يتصور البعض نحن جماعة تحمل الإسلام بشموله، وهذا الإسلام فيه الخلق والقيم تسبق الوسائل والآليات، فهذه الآليات التي نجريها من انتخابات ولوائح وما يتبعها من آليات التعامل قائمة علي قيم وأخلاقيات إسلامية أصيلة يجمعنا فيها الخوف من الله سبحانه وتعالي ومراقبته قبل مراقبة أي جهة.
والحب في الله الذي يجمع جماعة الإخوان جميعًا من أدناها إلي أعلاها، هذا الذي يجمعنا لا يمنعنا أن نختلف، ولا يمنعنا أن نستمع إلي النصائح، ولتقدم هذه النصائح في طريقتها الشرعية المحترمة إلي القيادات، ونحن نراعيها ونتشاور فيها.
> ألا تحتاج الجماعة إلي مصالحة داخلية حقيقية خاصة أن البعض يقلق، وخاصة أن لك تصريحات سابقة في أن من يختلف مع الجماعة فليتفضل مع السلامة، وهناك ورسالة كتبتها أيضا أن من يختلف مع الجماعة وصفته بالإفك والكذب فهل ستتجه إلي المصالحة أم إلي التطهير؟
- أولا التأليف بين قلوب الإخوة أمر أساسي والله يقوم به، أما وظيفتنا نحن هي لم الشمل لأن هذه الجماعة أم ترعي أولادها حتي من يعقّونها، أما ما يقال عني بأن من يختلف معنا فهو خارج عن الإسلام فهذا أمر لم أقله، وعلي من يدعي ذلك أن يأتي بالدليل.
الموضوعات التي طرحتها تحدثت فيها عن أن الابتلاءات التي تتعرض لها الجماعة تقوي صفها ووحدتها ولاشك أن الجماعة اختبرت في هذه الثغرات ونحن الآن نعالجها، أما لم الشمل فهو أمر أصيل في جماعة الإخوان المسلمين.
> يعني روح المصالحة وليس التطهير؟
نعم، ونحن نكن للإخوة كل الحب والتقدير، وأحب أن أقول إن حفيدي الثالث اسمه حبيب لأني أحب الدكتور حبيب وأحب أخي عبدالمنعم حبًا جمًا وما بيني وبينهم وبين الإخوان وبينهم حب واحترام لا يفسد للرأي قضية.
> كيف ستتعاملون وشأن الجماعة أصبح شأنا عاما خاصة أن أطرافا حرصت علي التواصل مع الإعلام وتسريب المعلومات له، هل ستتعاملون مع الجماعة بالضبط والربط والسمع والطاعة أم ستنظرون إلي هذا الأمر بحالة قبول وأن ما يخص هذه الجماعة - وهي كبري قوي المعارضة في مصر هو شأن عام وتستغلونه في إحداث حالة انفتاح علي المجتمع وعلي قواعد الإخوان التي تعرفت علي هذا الخلاف من وسائل الإعلام وليس عبر وسائل تنظيمية؟!
- نحن في الفترات الماضية كنا تحت ضغط معطل لطاقات الإخوان وجرمنا أن نقدم ما عندنا من خير للناس، وكان هذا الحادث الأخير بؤرة سلطت فيها الأضواء علي جماعة الإخوان المسلمين فتعرف الناس عليها، وأعتقد لو سلطت الأضواء علي إيجابيته لكان شيئًا رائعًا لم يحدث في تاريخ مصر ولا العالم العربي ولا الإسلامي ولا في تاريخ الجماعة أيضا، فإذا ما سلطت الأضواء علي الجماعة الآن تعالوا لتتعرفوا علينا، نريد أن نريكم ما عند جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة العريقة صاحبة التاريخ الطويل والمشرف ومن يحتاج أن يعرفها عليه أن يقترب منها.
> كل جماعة فيها إيجابيات وسلبيات والتسليط علي الشيئين؟
- لا، كان التسليط الإعلامي علي الجوانب الموجودة في أي مجتمع بشري، لكن هل تم التركيز علي إيجابية لم تحدث في تاريخ الأمم والشعوب التي عايشناها خلال هذه الفترة أن يتخلي مرشد في كامل صحته عن منصبه وله الحق القانوني في الترشح مرة أخري، عندنا الآن مرشد سابق اختار أن يترك مكانه ويكون جنديا في الصف بإرادته.
> حضرتك تعرف أن جميع التيارات السياسية في مصر وخارجها قدمت نقدًا ذاتيًا سواء في الحركة الإسلامية أو خارجها إلا جماعة الإخوان لم تقم طوال تاريخها بعملية نقد ذاتي سواء للأفكار أو للممارسات، متي تقول الجماعة أنا أصبت هنا وأخطأت هناك، مثلا متي تقولون إن النظام الخاص كان خطأ؟
- النقد الذاتي لهذه الجماعة مستمر ولا يتوقف لكن لأن الذي يراقبنا لا يري إلا ما يحب أن يراه هو لا ما نعرضه نحن، أولا عندنا ضوابط وأساسيات لا تتغير سواء بتغير القيادة أو بتغير المواقف، ولكن عندنا مرونة في التعامل مع الفرعيات، ونحن نراجع الفروع ونقبل النصيحة لأنها ضالة المؤمن، وقبلناها من كل من قدمها لنا، ونحن الآن علي استعداد أن نقبل النصيحة في الفروع وتحسين الأداء ومن جميع الاتجاهات شريطة أن يقدم بالطريقة المحترمة اللائقة بجماعة الإخوان المسلمين، لا أن يكون الأمر تجريحا.
> علي سبيل المثال متي تراجع الجماعة أفكار الأستاذ سيد قطب وهي علي مايري كثيرون من قياداتها التاريخية نقيض لأفكار الأستاذ البنا. فبينما كان يدعو الأستاذ البنا إلي وسطية كان يدعو الأستاذ قطب إلي التكفير والعزلة والاستعلاء والانقلابية، لماذا لا يقال إن أفكار وتنظيم الأستاذ سيد قطب وحضرتك انضممت إليه في عام 1965، لماذا لا يقال إنه يختلف مع نهج الأستاذ البنا؟
- الحقيقة أن الناس تأخذ بمفهومها هي عن جماعة الإخوان المسلمين، فهل لو أن الإنسان نظر للتنظيم الخاص علي أنه لمحاربة المحتل ومقاومة الصهاينة في فلسطين هل هذا يعتبر سبق في وجه الإخوان المسلمين، لو حدث تصرفات فردية كما حدث من أي تجمع بشري، فما موقف القيادة، إن ادانت القيادة هذه التصرفات، انتهي الأمر.
ألم يكن الرئيس أنور السادات متهمًا في قضية قتل أمين عثمان، لماذا إذن، هذه جماعات وطنية كانت مسلحة وقتها والمجتمع المصري كان يشعر بأنه يجب أن يعد نفسه لطرد الإنجليز في مصر ومتابعة ومحاربة كل الخونة الذين تعاملوا مع الإنجليز.
> لا نريد الدخول في جدال تاريخي لأنه لا يوجد أحد من القوي السياسي ينكر علي الإخوان المشاركة في حرب 1948 في فلسطين أو ضد الإنجليز، لكن النظام الخاص تورط في قضايا داخلية مثل النقراشي والخازندار.
- نعم حدث ذلك وكانت أخطاء فردية وتم رفض هذه التصرفات الفردية من قيادة الجماعة، وأعتقد مادام صدر هذا القرار فليغلق الملف.
وكذلك الاستاذ سيد قطب، أيضا نٌظر إليه بعيون الآخرين، وعندما ألف الأستاذ حسن الهضيبي كتاب «دعاة لا قضاة»، كنت أحد أربعة أشخاص نسخوا هذا الكتاب بخط يدهم، وكنت ومازلت أحب الأستاذ سيد قطب حبا جما، ولكن عندما وجدت بعض الشباب تحت ضغط القهر في السجن الحربي، وجدوا أن هذه التصرفات لا يفعلها إنسان مسلم أدي بهم رد الفعل العنيف هذا إلي فعل عنيف آخر وأصدروا أحكامًا لا يقبلها شرع الله عز وجل ولا جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن الأجدر من هذه الجماعة أن تنتظر حتي يخرج هؤلاء من السجن أبدًا، وعرض هذا الأمر علي الأستاذ الهضيبي وقال «لا» حتي لا يقال إن هؤلاء قد خرجوا من تحت عباءة الإخوان المسلمين، هذا الموقف لإخراج مجموعة رفضت أن تلتزم بأفكار الإخوان المسلمين الوسطي وفهمت فهمًا خطأ، ولم يتحدث الأستاذ الهضيبي عن الأستاذ قطب لكنه تحدث عن فهم هؤلاء الشباب فتصرفوا بعد ذلك تصرفًا أخرجهم من الجماعة.
- علي سبيل المثال هل تكفر جماعة الإخوان المسلمين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب أو رئيس الوزراء أو من يعينونهم من وزراء فهل تكرهم الجماعة؟
- من يقول هذا الكلام؟!، فهذا الكلام لايقبل أن يقدم في سؤال أصلا.
> الشيخ يوسف القرضاوي أثبت بنصوص قاطعة أن هذا ما قاله حرفيًا الأستاذ سيد قطب، والقرضاوي ليس من خارج الإخوان وأثبت ذلك بشكل واضح، وما قاله الأستاذ سيد قطب له كل الاحترام لا يقود إلا إلي تكفير الحاكم وهذا ليس منهج الإخوان.
- الأستاذ القرضاوي علي العين والرأس، ولكن الكلام يقول لا يقوده إلا أنا سأقف عند هذه الكلمة لماذا، لأن من يفهم هذا الفهم وهو يضمر تكفير الحاكم، هؤلاء الشباب كانوا يكفروننا نحن، لماذا فصلهم الأستاذ الهضيبي من جماعة الإخوان المسلمين، لانه وجد أن هذا الفكر لا يمكن أن تقبله جماعة الإخوان المسلمين وليس هو الإسلام الذي تعلمناه، وكنت أنا أحد الذي كتب هذه الوثيقة لأني أعلم أن هذا هو الإسلام الصحيح وأن الأستاذ سيد قطب لم يقل كلمة إلا بألفاظ أدبية فضفاضة، ومن يريد أن يفهم منها هذا يفهمه وهذه مسئوليته، وذلك كما قال الرسول - صلي الله عليه وسلم - «ليس منا من بات شبعانا وجاره جوعان»، هل يعقل أن أفهم أن من بات شبعانًا وجاره جائع أنه خرج من الملة وليس من المسلمين، إذا فهم إنسان من هذا الحديث الشريف وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم إذن هو الذي في قلبه مرض وليس من قال الكلام.
> العبرة أن من قال هذا الكلام فهم ما قاد البلاد إلي العنف وقتلوا الرئيس السادات وأغرقوا البلاد في العنف من عام 92 إلي 97، كما حدث من تنظيمات أخري مثلما حدث في طابا وشرم الشيخ وغيرهما، هذا هو ما قادته أفكار الأستاذ سيد قطب، ثم إن ما استخلصه الشيخ القرضاوي وهو علامة وحجة ومن الإخوان الأوائل مبنٍ علي النصوص ولم يتم نقد الأستاذ سيد قطب بما يكفي ليحصن جماعة الإخوان منه لتبقي علي نهج البنا ونهج الهضيبي في «دعاة لا قضاة»؟
- الإخوان المسلمون لم يلتزموا إلا بالأسس التي أرساها الأستاذ البنا وهذه كلها مفاهيم نأخذ منها الصالح وان وجدنا فيها شيئا فهم خطأ صححناه، لذلك الأستاذ سيد قطب لو كان حيًا ما وسعه إلا أن يقف أمام هؤلاء ليتبرأ مما فعلوا، وقد قالها نصا للأستاذ مأمون الهضيبي: بلغ عني والدك الأستاذ حسن الهضيبي بأنني علي العهد الذي عاهدت ربي عليه في جماعة الإخوان المسلمين فلم أخالفها ولم أشذ عنها وأني لم أكفر أحدًا.
وأضيف: قيادات هذه الجماعات عايشتهم في السجن واعترفوا باعتذارهم لجماعة الإخوان وأنهم يعودون بجماعتهم إلي الفكر الوسطي لجماعة الإخوان المسلمين.
> الإخوان يقدمون في كتبهم للإخوان تفسير القرآن من كتاب «في ظلال القرآن» وهو كان يقوّم مفتي الجهاد الشيخ عمر عبدالرحمن في تفسيراته الجهادية ومواقفه السياسية!؟
- لا، الأستاذ قطب تريد أن تتعرف عليه فمن سلوكه لا مما فهمته أنت من كلامه أو فهمه غيرك من كلامه، الأستاذ قطب كان أرق شخصية تعاملت معها وأحن انسان يتعامل معك.
> هل صحيح أن أحد أسباب إقصاء الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح - كما قال الأستاذ سيد نزيلي - كان انتقاده أفكار سيد قطب؟
- أعتقد أنه إن كان أخي سيد نزيلي قد قال هذا فهذه ليست الصورة الصحيحة لما ينقل، السبب أنها انتخابات نزيهة دخل من دخل وخرج من خرج، أضيف إلي ذلك الأستاذ صبري عرفة الكومي وهو أحد خمسة حكم عليهم بالإعدام في 65 ورفيق الأستاذ سيد قطب وخرج في الانتخابات الأخيرة فِلمَ لم يقل أحد من المحللين أنه إقصاء للقطبيين؟!.
لم يتكلم أحد عندما طالبنا بوجود مؤسسية والرجوع إلي الشوري لتصعيد أخ منا ودخل عصام العريان، لماذا لم يتحدث أحد عن ذلك؟!.
> الأستاذ سيد نزيلي قال ذلك لأنه مطيع وبيسمع الكلام!
- لا الأمر كان نتيجة رائعة لأن صاحب الرأي الأخير كان عضو مجلس الشوري في اختياره لإخوانه.
> الشفافية التي تطالب بها جماعة الإخوان عن طريق أدائها ونوابها في البرلمان للحكومة تحتاج أن تكون موجودة أيضا في جماعة الإخوان المسلمين، ففي الوقت الذي توجد بالجماعة موازنة بالملايين لا يعرف أحد من أبناء الإخوان ولا مجلس الشوري كيف تدار هذه الأمور، ما هي وسائل ضبط الشفافية في التعامل مع عضو مات وخلط بين ماله الشخصي وأموال الجماعة؟
- أشكرك علي هذا السؤال، فالإخوان أغلقت لهم 73 شركة من مالهم الخاص تحت حجة غسيل الأموال ودعم تنظيم الإخوان، إذا جاء إليك أخ وتبرع من ماله للإخوان أتريد مني شفافية أن أعرض هذا حتي يتم القبض عليه.
> نقصد الشفافية الداخلية ؟
- نحن لا ننفق إلا من جيوب الإخوان المسلمين وأتحدي إنسانا أن يقول تلقينا دعما من أي جهة أو دولة ما، نحن لا ننفق إلا من جيوبنا.
> ونحن نتحدث عن الإنفاق الداخلي أيضا وضبطه ؟
- عندما يتم التعامل مع هذه الجماعة بالمستوي اللائق بها وأنا أطالب بالتعامل معها بما يليق بها من الاحترام وعدم الملاحقة الأمنية لابد أن تكون هناك ملاحقة قانونية ودستورية.
> كيف ستتعامل وأنت تريد أن تعرف كيف تنفق الأموال التي تأتي للإخوان، وكيف يتم صرفها ؟
- هذه مسئوليتي بين يدي الله وأنا واثق بأن الأفراد الذين يتطوعون بأموالهم وينفقون لمرضاة الله لا ينتظرون جزاء من أحد، لكن أن يتم هذا التعامل عندما تعطي الجماعة قدرها واحترامها تعاملا يليق بها، ولكن الجو الذي نعيش فيه لا يسمح أبدا بالذي تتحدث عنه.
> قلت في خطابك الأول بعد إعلانك مرشدا كلاما طيبا عن المسيحيين وأنهم شركاء في الوطن ولكن بالعودة لحوار سابق لك قلت إنني ضد ولاية المرأة والقبطي للرئاسة وترفض حق اختيار الأمة لهما حتي لو اختارهما الناس، لأن هذا غير شرعي، رغم علمك أن هناك فقهاء أقروا هذا ومنهم الدكتور العوار والقرضاوي والبشري، لماذا أفكاركم تجاه المواطنة بعيدة عما أنجزته المدرسة الإسلامية الحديثة؟
- الكلام الذي قلته بالتحديد أن هذا اختيارنا الفقهي ولكل اختياره ولكني قلت إذا كنا سنرشح فإننا سنرشح علي الفقه ولغيرنا أن يختار ما يشاء ثم يعرض الأمر علي هذه الأمة في اختيار حر نزيه.
> ولكنك قلت حتي إن اختار الناس هذا فهو رأي غير شرعي فنقول لن نوافق علي الاختيار ؟
- أنا قلت إذا اختار الناس اختياراً غير شرعي لا نوافق عليه، وأن هذا هو اختيارنا الفقهي فقط.
> وإذا اختارت الأمة امرأة أو قبطياً للرئاسة هل تعتبره غير شرعي أم أن الأمة مصدر السلطات؟
- الأمة مصدر السلطات وأن باختياري الفقهي أرفض هذا من نفسي ومن جماعتي، أما أن تختار الأمة فهذا شأنها ومسئوليتها بين يدي الله.
> حضرتك قلت إن السيد جمال مبارك له حق الترشيح إذا أتي بانتخابات نزيهة أهلا وسهلا، هذا الكلام قاله أحد أقطاب الحزب الوطني ؟
- هذا إن تم تعديل المادة 77 وتفتح الفرص بالمساواة للجميع ويتقدم أي من كان.
> ما الفارق بينك كزعيم أكبر قوة معارضة وبين أقرب الناس في الحزب الوطني لجمال مبارك، أنت تقف ضد توريث الحكم ؟
- نحن ضد التوريث لأن هذه آلية لا تقبل ديمقراطيا، نحن نعلم أن مصر تخلصت من النظام الملكي الوراثي منذ أن أكثر من خمسين عاما.
> التوريث في مصر سيكون من خلال الانتخابات وليس بالملكية ؟
- وليأت من يأتي بانتخابات نزيهة، أما أنا مبكرا فأعرف من سيأتي بانتخابات نزيهة هذه ليست انتخابات نزيهة، فنحن في جماعة الإخوان لم نكن نعرف انتخاباتنا بمن ستأتي حتي إعلان النتائج، الانتخابات تأتي في نهاية الإجراءات بمن يختاره الناس، أما أن يكون هذا الأمر معلوماً مسبقاً وسنقول إن الآليات ستترتب كي تقدم هذا الإنسان فهذا تغيير في الآليات لتوافق المطلوب الوصول إليه.
> دكتور بديع هل تعارضون ترشيح جمال مبارك ضمن آخرين في الرئاسة ؟
- لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال مبارك مثله مثل أي مواطن مصري شريطة ألا يتميز عن أي مواطن مصري في طريقة العرض علي الشعب وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون ضغط أو قهر.
في هذا الصدد النخبة المعارضة تؤكد أنه لايجوز ترشح جمال مبارك لأنه سيكون في الدولة وأجهزة الأمن المصرية مميزاً عن غيره.
> وهل هذه انتخابات نزيهة هذا يناقض الانتخابات الحرة النزيهة؟
- تشكل حكومة مؤقتة تقوم بالانتخابات كما يتم في كل العالم الحر، ساعتها لن يكون هناك ضغط، وأطالب السيد الرئيس أن يتخلي عن رئاسة الحزب الوطني حتي يكون هو رئيس مصر كلها وأن يكون أبناؤه جميعا تحت قياداته علي قدم المساواة، أما أن يترك حزبا يمتص دمها فهذا أمر يعني تفضيل أحد الأبناء علي أخيه وهذا يؤدي إلي تضاؤل كل الأحزاب الأخري وعدم تنميتها.
> لا تعارضون لمجرد المعارضة ولكن تقولون للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت هنا رسالة تهدئة للحكومة المصرية، حتي يتوقف النظام لملاحقة الإخوان؟
- نحن لم نكن في يوم من الأيام غير هذا حتي عندما اعتقلنا وسجنا وتم تحويلنا للمحاكمات العسكرية ولنا في رقبة هذه الحكومات 15 ألف سنة سجناً .
> خطاب الأستاذ عاكف كان دوما يتحدث عن أنظمة قمعية وفاسدة أنتم لم تذكروا ذلك؟
- قلت إننا سنقف أمام الفساد ونطالب الحكومة أن تتوقف عن الفساد والظلم.
هل ستشهد المرحلة المقبلة وعمل الإخوان بعيداً عن الحراك السياسي مثل المشاركة في المظاهرات والأعمال التي تعبر عن المعارضة وتكتفون بالمشاركة في الانتخابات؟
- ستظل جماعة الإخوان المسلمين مشاركة في فعالياتها التي كانت تقوم بها في الفترة الماضية لأننا نفعل هذا لإنقاذ مصر مما هي فيه.
> هل ستشاركون في المظاهرات؟
- في كل ما سيكون من فعاليات تحقق لمصر من وسائل سلمية وديمقراطية وحرية حتي تعود إلي عافيتها لأن مصر الآن مريضة ولا يمكن أن تستمر علي هذه الحال فمصر أمنا ويجب أن نتكاتف جميعا مسلمين ومسيحيين وأحزاباً لإنقاذ آمنا ممن امتصوا دماءها وقزموا حجمها، وهذه الجماعة المباركة تقدم يدها لمن يريد أن يعاونها في إنقاذ البلد.
لأني أذكر أن أحد مسئولي الداخلية جاء لزيارتنا في السجن في قضية النقابيين وعندما سألني: ماذا كنتم تفعلون قبل إلقاء القبض عليكم؟، قلت له جلسنا نقسم بعضنا حسب النقابات مجموعات وأعطيت كل مجموعة منهم قضية أو اثنتين من التي تشغل مصر وتهم أهلها لإصلاحها، وقلت له ونحن سنجهز هذا في السجن وإننا مستعدون أن نشارك في علاج مشكلات مصر شريطة أن تمتد إلينا يد صادقة مخلصة تطلب ذلك من جماعة الإخوان المسلمين، ولا تحرم مصر من هذه الجماعة بالبطش.
> هل ستكون مرشدا قادراً علي إدارة الصراع مع الدولة من المرشد السابق الذي كان أكثر حدة، وهل ستسعون إلي صفقات حقيقية مع النظام المصري؟
- لفظ صفقات لا أحبه لأنه يعني تنازلات والأستاذ عاكف كان يقصد أن نمد أيدينا إلي النظام الحاكم لإنقاذ البلد، وقال نمد أيدينا إلي النظام فمن يمد إلينا يده طوال هذا التاريخ ومازلنا وسنظل نمد يدنا ولكن أين الاستجابة، وهذا إلي كل القوي المعارضة في مصر لنجتمع فيما اتفقنا عليه والمتفق عليه كثير هذا ما ننتظر الإجابة عنه.
في حين أقر «بديع» بحق جمال مبارك في الترشيح للرئاسة في انتخابات نزيهة دون قهر أو تميز في عرضه علي الشعب.
> أنتم خارجون من أزمة تطايرت فيها الاتهامات وصلت إلي أنه كان يوجد تزوير في الانتخابات وأن هناك تلاعبًا في هيئة الناخبين وأن هناك اغتصابًا من مكتب الإرشاد لسلطات مجلس الشورى وأن هناك شخصيات لها وزنها التاريخي مثل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور حبيب، خرجت من المكتب.
- عندما أتحدث عن الفترة الماضية وما جري فيها فهي تجربة ثرية، نعم قد تكون هناك ملاحظات، نعم قد نحتاج لمراجعة بعض المواضيع لكنها سليمة مائة بالمائة بعد استشارة المستشارين القانونين بالجماعة وعرض ما تم عليهم وأقروا بأن الإجراءات سليمة، أما الاتهامات التي تكال للجماعة فهي ليست جديدة ولكن علي من يدعي أن يقدم دليلاً، نحن بفضل الله لسنا جماعة سياسية كما يتصور البعض نحن جماعة تحمل الإسلام بشموله، وهذا الإسلام فيه الخلق والقيم تسبق الوسائل والآليات، فهذه الآليات التي نجريها من انتخابات ولوائح وما يتبعها من آليات التعامل قائمة علي قيم وأخلاقيات إسلامية أصيلة يجمعنا فيها الخوف من الله سبحانه وتعالي ومراقبته قبل مراقبة أي جهة.
والحب في الله الذي يجمع جماعة الإخوان جميعًا من أدناها إلي أعلاها، هذا الذي يجمعنا لا يمنعنا أن نختلف، ولا يمنعنا أن نستمع إلي النصائح، ولتقدم هذه النصائح في طريقتها الشرعية المحترمة إلي القيادات، ونحن نراعيها ونتشاور فيها.
> ألا تحتاج الجماعة إلي مصالحة داخلية حقيقية خاصة أن البعض يقلق، وخاصة أن لك تصريحات سابقة في أن من يختلف مع الجماعة فليتفضل مع السلامة، وهناك ورسالة كتبتها أيضا أن من يختلف مع الجماعة وصفته بالإفك والكذب فهل ستتجه إلي المصالحة أم إلي التطهير؟
- أولا التأليف بين قلوب الإخوة أمر أساسي والله يقوم به، أما وظيفتنا نحن هي لم الشمل لأن هذه الجماعة أم ترعي أولادها حتي من يعقّونها، أما ما يقال عني بأن من يختلف معنا فهو خارج عن الإسلام فهذا أمر لم أقله، وعلي من يدعي ذلك أن يأتي بالدليل.
الموضوعات التي طرحتها تحدثت فيها عن أن الابتلاءات التي تتعرض لها الجماعة تقوي صفها ووحدتها ولاشك أن الجماعة اختبرت في هذه الثغرات ونحن الآن نعالجها، أما لم الشمل فهو أمر أصيل في جماعة الإخوان المسلمين.
> يعني روح المصالحة وليس التطهير؟
نعم، ونحن نكن للإخوة كل الحب والتقدير، وأحب أن أقول إن حفيدي الثالث اسمه حبيب لأني أحب الدكتور حبيب وأحب أخي عبدالمنعم حبًا جمًا وما بيني وبينهم وبين الإخوان وبينهم حب واحترام لا يفسد للرأي قضية.
> كيف ستتعاملون وشأن الجماعة أصبح شأنا عاما خاصة أن أطرافا حرصت علي التواصل مع الإعلام وتسريب المعلومات له، هل ستتعاملون مع الجماعة بالضبط والربط والسمع والطاعة أم ستنظرون إلي هذا الأمر بحالة قبول وأن ما يخص هذه الجماعة - وهي كبري قوي المعارضة في مصر هو شأن عام وتستغلونه في إحداث حالة انفتاح علي المجتمع وعلي قواعد الإخوان التي تعرفت علي هذا الخلاف من وسائل الإعلام وليس عبر وسائل تنظيمية؟!
- نحن في الفترات الماضية كنا تحت ضغط معطل لطاقات الإخوان وجرمنا أن نقدم ما عندنا من خير للناس، وكان هذا الحادث الأخير بؤرة سلطت فيها الأضواء علي جماعة الإخوان المسلمين فتعرف الناس عليها، وأعتقد لو سلطت الأضواء علي إيجابيته لكان شيئًا رائعًا لم يحدث في تاريخ مصر ولا العالم العربي ولا الإسلامي ولا في تاريخ الجماعة أيضا، فإذا ما سلطت الأضواء علي الجماعة الآن تعالوا لتتعرفوا علينا، نريد أن نريكم ما عند جماعة الإخوان المسلمين، فالجماعة العريقة صاحبة التاريخ الطويل والمشرف ومن يحتاج أن يعرفها عليه أن يقترب منها.
> كل جماعة فيها إيجابيات وسلبيات والتسليط علي الشيئين؟
- لا، كان التسليط الإعلامي علي الجوانب الموجودة في أي مجتمع بشري، لكن هل تم التركيز علي إيجابية لم تحدث في تاريخ الأمم والشعوب التي عايشناها خلال هذه الفترة أن يتخلي مرشد في كامل صحته عن منصبه وله الحق القانوني في الترشح مرة أخري، عندنا الآن مرشد سابق اختار أن يترك مكانه ويكون جنديا في الصف بإرادته.
> حضرتك تعرف أن جميع التيارات السياسية في مصر وخارجها قدمت نقدًا ذاتيًا سواء في الحركة الإسلامية أو خارجها إلا جماعة الإخوان لم تقم طوال تاريخها بعملية نقد ذاتي سواء للأفكار أو للممارسات، متي تقول الجماعة أنا أصبت هنا وأخطأت هناك، مثلا متي تقولون إن النظام الخاص كان خطأ؟
- النقد الذاتي لهذه الجماعة مستمر ولا يتوقف لكن لأن الذي يراقبنا لا يري إلا ما يحب أن يراه هو لا ما نعرضه نحن، أولا عندنا ضوابط وأساسيات لا تتغير سواء بتغير القيادة أو بتغير المواقف، ولكن عندنا مرونة في التعامل مع الفرعيات، ونحن نراجع الفروع ونقبل النصيحة لأنها ضالة المؤمن، وقبلناها من كل من قدمها لنا، ونحن الآن علي استعداد أن نقبل النصيحة في الفروع وتحسين الأداء ومن جميع الاتجاهات شريطة أن يقدم بالطريقة المحترمة اللائقة بجماعة الإخوان المسلمين، لا أن يكون الأمر تجريحا.
> علي سبيل المثال متي تراجع الجماعة أفكار الأستاذ سيد قطب وهي علي مايري كثيرون من قياداتها التاريخية نقيض لأفكار الأستاذ البنا. فبينما كان يدعو الأستاذ البنا إلي وسطية كان يدعو الأستاذ قطب إلي التكفير والعزلة والاستعلاء والانقلابية، لماذا لا يقال إن أفكار وتنظيم الأستاذ سيد قطب وحضرتك انضممت إليه في عام 1965، لماذا لا يقال إنه يختلف مع نهج الأستاذ البنا؟
- الحقيقة أن الناس تأخذ بمفهومها هي عن جماعة الإخوان المسلمين، فهل لو أن الإنسان نظر للتنظيم الخاص علي أنه لمحاربة المحتل ومقاومة الصهاينة في فلسطين هل هذا يعتبر سبق في وجه الإخوان المسلمين، لو حدث تصرفات فردية كما حدث من أي تجمع بشري، فما موقف القيادة، إن ادانت القيادة هذه التصرفات، انتهي الأمر.
ألم يكن الرئيس أنور السادات متهمًا في قضية قتل أمين عثمان، لماذا إذن، هذه جماعات وطنية كانت مسلحة وقتها والمجتمع المصري كان يشعر بأنه يجب أن يعد نفسه لطرد الإنجليز في مصر ومتابعة ومحاربة كل الخونة الذين تعاملوا مع الإنجليز.
> لا نريد الدخول في جدال تاريخي لأنه لا يوجد أحد من القوي السياسي ينكر علي الإخوان المشاركة في حرب 1948 في فلسطين أو ضد الإنجليز، لكن النظام الخاص تورط في قضايا داخلية مثل النقراشي والخازندار.
- نعم حدث ذلك وكانت أخطاء فردية وتم رفض هذه التصرفات الفردية من قيادة الجماعة، وأعتقد مادام صدر هذا القرار فليغلق الملف.
وكذلك الاستاذ سيد قطب، أيضا نٌظر إليه بعيون الآخرين، وعندما ألف الأستاذ حسن الهضيبي كتاب «دعاة لا قضاة»، كنت أحد أربعة أشخاص نسخوا هذا الكتاب بخط يدهم، وكنت ومازلت أحب الأستاذ سيد قطب حبا جما، ولكن عندما وجدت بعض الشباب تحت ضغط القهر في السجن الحربي، وجدوا أن هذه التصرفات لا يفعلها إنسان مسلم أدي بهم رد الفعل العنيف هذا إلي فعل عنيف آخر وأصدروا أحكامًا لا يقبلها شرع الله عز وجل ولا جماعة الإخوان المسلمين، ولم يكن الأجدر من هذه الجماعة أن تنتظر حتي يخرج هؤلاء من السجن أبدًا، وعرض هذا الأمر علي الأستاذ الهضيبي وقال «لا» حتي لا يقال إن هؤلاء قد خرجوا من تحت عباءة الإخوان المسلمين، هذا الموقف لإخراج مجموعة رفضت أن تلتزم بأفكار الإخوان المسلمين الوسطي وفهمت فهمًا خطأ، ولم يتحدث الأستاذ الهضيبي عن الأستاذ قطب لكنه تحدث عن فهم هؤلاء الشباب فتصرفوا بعد ذلك تصرفًا أخرجهم من الجماعة.
- علي سبيل المثال هل تكفر جماعة الإخوان المسلمين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب أو رئيس الوزراء أو من يعينونهم من وزراء فهل تكرهم الجماعة؟
- من يقول هذا الكلام؟!، فهذا الكلام لايقبل أن يقدم في سؤال أصلا.
> الشيخ يوسف القرضاوي أثبت بنصوص قاطعة أن هذا ما قاله حرفيًا الأستاذ سيد قطب، والقرضاوي ليس من خارج الإخوان وأثبت ذلك بشكل واضح، وما قاله الأستاذ سيد قطب له كل الاحترام لا يقود إلا إلي تكفير الحاكم وهذا ليس منهج الإخوان.
- الأستاذ القرضاوي علي العين والرأس، ولكن الكلام يقول لا يقوده إلا أنا سأقف عند هذه الكلمة لماذا، لأن من يفهم هذا الفهم وهو يضمر تكفير الحاكم، هؤلاء الشباب كانوا يكفروننا نحن، لماذا فصلهم الأستاذ الهضيبي من جماعة الإخوان المسلمين، لانه وجد أن هذا الفكر لا يمكن أن تقبله جماعة الإخوان المسلمين وليس هو الإسلام الذي تعلمناه، وكنت أنا أحد الذي كتب هذه الوثيقة لأني أعلم أن هذا هو الإسلام الصحيح وأن الأستاذ سيد قطب لم يقل كلمة إلا بألفاظ أدبية فضفاضة، ومن يريد أن يفهم منها هذا يفهمه وهذه مسئوليته، وذلك كما قال الرسول - صلي الله عليه وسلم - «ليس منا من بات شبعانا وجاره جوعان»، هل يعقل أن أفهم أن من بات شبعانًا وجاره جائع أنه خرج من الملة وليس من المسلمين، إذا فهم إنسان من هذا الحديث الشريف وقول رسول الله صلي الله عليه وسلم إذن هو الذي في قلبه مرض وليس من قال الكلام.
> العبرة أن من قال هذا الكلام فهم ما قاد البلاد إلي العنف وقتلوا الرئيس السادات وأغرقوا البلاد في العنف من عام 92 إلي 97، كما حدث من تنظيمات أخري مثلما حدث في طابا وشرم الشيخ وغيرهما، هذا هو ما قادته أفكار الأستاذ سيد قطب، ثم إن ما استخلصه الشيخ القرضاوي وهو علامة وحجة ومن الإخوان الأوائل مبنٍ علي النصوص ولم يتم نقد الأستاذ سيد قطب بما يكفي ليحصن جماعة الإخوان منه لتبقي علي نهج البنا ونهج الهضيبي في «دعاة لا قضاة»؟
- الإخوان المسلمون لم يلتزموا إلا بالأسس التي أرساها الأستاذ البنا وهذه كلها مفاهيم نأخذ منها الصالح وان وجدنا فيها شيئا فهم خطأ صححناه، لذلك الأستاذ سيد قطب لو كان حيًا ما وسعه إلا أن يقف أمام هؤلاء ليتبرأ مما فعلوا، وقد قالها نصا للأستاذ مأمون الهضيبي: بلغ عني والدك الأستاذ حسن الهضيبي بأنني علي العهد الذي عاهدت ربي عليه في جماعة الإخوان المسلمين فلم أخالفها ولم أشذ عنها وأني لم أكفر أحدًا.
وأضيف: قيادات هذه الجماعات عايشتهم في السجن واعترفوا باعتذارهم لجماعة الإخوان وأنهم يعودون بجماعتهم إلي الفكر الوسطي لجماعة الإخوان المسلمين.
> الإخوان يقدمون في كتبهم للإخوان تفسير القرآن من كتاب «في ظلال القرآن» وهو كان يقوّم مفتي الجهاد الشيخ عمر عبدالرحمن في تفسيراته الجهادية ومواقفه السياسية!؟
- لا، الأستاذ قطب تريد أن تتعرف عليه فمن سلوكه لا مما فهمته أنت من كلامه أو فهمه غيرك من كلامه، الأستاذ قطب كان أرق شخصية تعاملت معها وأحن انسان يتعامل معك.
> هل صحيح أن أحد أسباب إقصاء الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح - كما قال الأستاذ سيد نزيلي - كان انتقاده أفكار سيد قطب؟
- أعتقد أنه إن كان أخي سيد نزيلي قد قال هذا فهذه ليست الصورة الصحيحة لما ينقل، السبب أنها انتخابات نزيهة دخل من دخل وخرج من خرج، أضيف إلي ذلك الأستاذ صبري عرفة الكومي وهو أحد خمسة حكم عليهم بالإعدام في 65 ورفيق الأستاذ سيد قطب وخرج في الانتخابات الأخيرة فِلمَ لم يقل أحد من المحللين أنه إقصاء للقطبيين؟!.
لم يتكلم أحد عندما طالبنا بوجود مؤسسية والرجوع إلي الشوري لتصعيد أخ منا ودخل عصام العريان، لماذا لم يتحدث أحد عن ذلك؟!.
> الأستاذ سيد نزيلي قال ذلك لأنه مطيع وبيسمع الكلام!
- لا الأمر كان نتيجة رائعة لأن صاحب الرأي الأخير كان عضو مجلس الشوري في اختياره لإخوانه.
> الشفافية التي تطالب بها جماعة الإخوان عن طريق أدائها ونوابها في البرلمان للحكومة تحتاج أن تكون موجودة أيضا في جماعة الإخوان المسلمين، ففي الوقت الذي توجد بالجماعة موازنة بالملايين لا يعرف أحد من أبناء الإخوان ولا مجلس الشوري كيف تدار هذه الأمور، ما هي وسائل ضبط الشفافية في التعامل مع عضو مات وخلط بين ماله الشخصي وأموال الجماعة؟
- أشكرك علي هذا السؤال، فالإخوان أغلقت لهم 73 شركة من مالهم الخاص تحت حجة غسيل الأموال ودعم تنظيم الإخوان، إذا جاء إليك أخ وتبرع من ماله للإخوان أتريد مني شفافية أن أعرض هذا حتي يتم القبض عليه.
> نقصد الشفافية الداخلية ؟
- نحن لا ننفق إلا من جيوب الإخوان المسلمين وأتحدي إنسانا أن يقول تلقينا دعما من أي جهة أو دولة ما، نحن لا ننفق إلا من جيوبنا.
> ونحن نتحدث عن الإنفاق الداخلي أيضا وضبطه ؟
- عندما يتم التعامل مع هذه الجماعة بالمستوي اللائق بها وأنا أطالب بالتعامل معها بما يليق بها من الاحترام وعدم الملاحقة الأمنية لابد أن تكون هناك ملاحقة قانونية ودستورية.
> كيف ستتعامل وأنت تريد أن تعرف كيف تنفق الأموال التي تأتي للإخوان، وكيف يتم صرفها ؟
- هذه مسئوليتي بين يدي الله وأنا واثق بأن الأفراد الذين يتطوعون بأموالهم وينفقون لمرضاة الله لا ينتظرون جزاء من أحد، لكن أن يتم هذا التعامل عندما تعطي الجماعة قدرها واحترامها تعاملا يليق بها، ولكن الجو الذي نعيش فيه لا يسمح أبدا بالذي تتحدث عنه.
> قلت في خطابك الأول بعد إعلانك مرشدا كلاما طيبا عن المسيحيين وأنهم شركاء في الوطن ولكن بالعودة لحوار سابق لك قلت إنني ضد ولاية المرأة والقبطي للرئاسة وترفض حق اختيار الأمة لهما حتي لو اختارهما الناس، لأن هذا غير شرعي، رغم علمك أن هناك فقهاء أقروا هذا ومنهم الدكتور العوار والقرضاوي والبشري، لماذا أفكاركم تجاه المواطنة بعيدة عما أنجزته المدرسة الإسلامية الحديثة؟
- الكلام الذي قلته بالتحديد أن هذا اختيارنا الفقهي ولكل اختياره ولكني قلت إذا كنا سنرشح فإننا سنرشح علي الفقه ولغيرنا أن يختار ما يشاء ثم يعرض الأمر علي هذه الأمة في اختيار حر نزيه.
> ولكنك قلت حتي إن اختار الناس هذا فهو رأي غير شرعي فنقول لن نوافق علي الاختيار ؟
- أنا قلت إذا اختار الناس اختياراً غير شرعي لا نوافق عليه، وأن هذا هو اختيارنا الفقهي فقط.
> وإذا اختارت الأمة امرأة أو قبطياً للرئاسة هل تعتبره غير شرعي أم أن الأمة مصدر السلطات؟
- الأمة مصدر السلطات وأن باختياري الفقهي أرفض هذا من نفسي ومن جماعتي، أما أن تختار الأمة فهذا شأنها ومسئوليتها بين يدي الله.
> حضرتك قلت إن السيد جمال مبارك له حق الترشيح إذا أتي بانتخابات نزيهة أهلا وسهلا، هذا الكلام قاله أحد أقطاب الحزب الوطني ؟
- هذا إن تم تعديل المادة 77 وتفتح الفرص بالمساواة للجميع ويتقدم أي من كان.
> ما الفارق بينك كزعيم أكبر قوة معارضة وبين أقرب الناس في الحزب الوطني لجمال مبارك، أنت تقف ضد توريث الحكم ؟
- نحن ضد التوريث لأن هذه آلية لا تقبل ديمقراطيا، نحن نعلم أن مصر تخلصت من النظام الملكي الوراثي منذ أن أكثر من خمسين عاما.
> التوريث في مصر سيكون من خلال الانتخابات وليس بالملكية ؟
- وليأت من يأتي بانتخابات نزيهة، أما أنا مبكرا فأعرف من سيأتي بانتخابات نزيهة هذه ليست انتخابات نزيهة، فنحن في جماعة الإخوان لم نكن نعرف انتخاباتنا بمن ستأتي حتي إعلان النتائج، الانتخابات تأتي في نهاية الإجراءات بمن يختاره الناس، أما أن يكون هذا الأمر معلوماً مسبقاً وسنقول إن الآليات ستترتب كي تقدم هذا الإنسان فهذا تغيير في الآليات لتوافق المطلوب الوصول إليه.
> دكتور بديع هل تعارضون ترشيح جمال مبارك ضمن آخرين في الرئاسة ؟
- لا نعارض ترشيح الأستاذ جمال مبارك مثله مثل أي مواطن مصري شريطة ألا يتميز عن أي مواطن مصري في طريقة العرض علي الشعب وبآلية تسمح بالاختيار الحر النزيه دون ضغط أو قهر.
في هذا الصدد النخبة المعارضة تؤكد أنه لايجوز ترشح جمال مبارك لأنه سيكون في الدولة وأجهزة الأمن المصرية مميزاً عن غيره.
> وهل هذه انتخابات نزيهة هذا يناقض الانتخابات الحرة النزيهة؟
- تشكل حكومة مؤقتة تقوم بالانتخابات كما يتم في كل العالم الحر، ساعتها لن يكون هناك ضغط، وأطالب السيد الرئيس أن يتخلي عن رئاسة الحزب الوطني حتي يكون هو رئيس مصر كلها وأن يكون أبناؤه جميعا تحت قياداته علي قدم المساواة، أما أن يترك حزبا يمتص دمها فهذا أمر يعني تفضيل أحد الأبناء علي أخيه وهذا يؤدي إلي تضاؤل كل الأحزاب الأخري وعدم تنميتها.
> لا تعارضون لمجرد المعارضة ولكن تقولون للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت هنا رسالة تهدئة للحكومة المصرية، حتي يتوقف النظام لملاحقة الإخوان؟
- نحن لم نكن في يوم من الأيام غير هذا حتي عندما اعتقلنا وسجنا وتم تحويلنا للمحاكمات العسكرية ولنا في رقبة هذه الحكومات 15 ألف سنة سجناً .
> خطاب الأستاذ عاكف كان دوما يتحدث عن أنظمة قمعية وفاسدة أنتم لم تذكروا ذلك؟
- قلت إننا سنقف أمام الفساد ونطالب الحكومة أن تتوقف عن الفساد والظلم.
هل ستشهد المرحلة المقبلة وعمل الإخوان بعيداً عن الحراك السياسي مثل المشاركة في المظاهرات والأعمال التي تعبر عن المعارضة وتكتفون بالمشاركة في الانتخابات؟
- ستظل جماعة الإخوان المسلمين مشاركة في فعالياتها التي كانت تقوم بها في الفترة الماضية لأننا نفعل هذا لإنقاذ مصر مما هي فيه.
> هل ستشاركون في المظاهرات؟
- في كل ما سيكون من فعاليات تحقق لمصر من وسائل سلمية وديمقراطية وحرية حتي تعود إلي عافيتها لأن مصر الآن مريضة ولا يمكن أن تستمر علي هذه الحال فمصر أمنا ويجب أن نتكاتف جميعا مسلمين ومسيحيين وأحزاباً لإنقاذ آمنا ممن امتصوا دماءها وقزموا حجمها، وهذه الجماعة المباركة تقدم يدها لمن يريد أن يعاونها في إنقاذ البلد.
لأني أذكر أن أحد مسئولي الداخلية جاء لزيارتنا في السجن في قضية النقابيين وعندما سألني: ماذا كنتم تفعلون قبل إلقاء القبض عليكم؟، قلت له جلسنا نقسم بعضنا حسب النقابات مجموعات وأعطيت كل مجموعة منهم قضية أو اثنتين من التي تشغل مصر وتهم أهلها لإصلاحها، وقلت له ونحن سنجهز هذا في السجن وإننا مستعدون أن نشارك في علاج مشكلات مصر شريطة أن تمتد إلينا يد صادقة مخلصة تطلب ذلك من جماعة الإخوان المسلمين، ولا تحرم مصر من هذه الجماعة بالبطش.
> هل ستكون مرشدا قادراً علي إدارة الصراع مع الدولة من المرشد السابق الذي كان أكثر حدة، وهل ستسعون إلي صفقات حقيقية مع النظام المصري؟
- لفظ صفقات لا أحبه لأنه يعني تنازلات والأستاذ عاكف كان يقصد أن نمد أيدينا إلي النظام الحاكم لإنقاذ البلد، وقال نمد أيدينا إلي النظام فمن يمد إلينا يده طوال هذا التاريخ ومازلنا وسنظل نمد يدنا ولكن أين الاستجابة، وهذا إلي كل القوي المعارضة في مصر لنجتمع فيما اتفقنا عليه والمتفق عليه كثير هذا ما ننتظر الإجابة عنه.
5 تعليق:
ولعت يا منعم والجماعة الربانية بتصفي حسابتها بدري بدري مع المخالفين سمعت انهم بدأو بثلاث محافظات ايه الاخبار عندك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مفيش فى الاخوان سياسة تصفية الحسابات دى .. الاخوان لها خط واضح ومنهج محدد واسلوب معين من يتوافق معه فاهلا وسهلا به .. ومن لا يتوافق معه فجزاه الله خيرا وليخدم الاسلام بطريقته التى يريدها .
بارك الله فيك
الله عليك يا دتور بديع .......... انى احبك فى الله
رحم الله .. الشيخ الشهيد / حسن البنا
وبارك الله فى الجماعة ..
وفيك يا أخى عبد المنعم ..
تحياتى ..لك ولجميع الشرفاء من أهل مصر الحبيبة ..
إرسال تعليق