الأحد، أكتوبر ١٥، ٢٠٠٦

رويترز النسخة العربي



هذه الصورة لشاب اسمه عبد المنعم وكنيته "رويترز" منذ أن عرفته قبل عامين تقريبا وأنا أرى فيه الشاب المجتهد والصحفي الشاطر الدءوب ... قابلته أول مرة بعدما توسط بيننا احد الأصدقاء المشتركين .. ليساعدني في مهمة صحفية أقوم بها .. ولم أجد منه سوي التعاون الكامل والمخلص ..و في كل مرة يفخر ويعلن في كل مناسبة أنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين ... لا أنكر أنني لم أكن اصدق ..فعبد المنعم لا تفارقه ابتسامته البشوشة ... يذهب إلي السينما ويجلس علي قهوة عم أمين ...ويذهب إلي المولات ويتحدث في احدث الموبيلات وأحدث النغمات ...ومن إسكندرية محبو بته الأولي والأخيرة إلي ضوضاء القاهرة وزحامها .جاء عبد المنعم حاملا معه حلمه البسيط بأن يكون صحفيا نجاحا ..يستطيع أن يكون صانع أخبار جيد ..هذه الصورة لم تجعلني علي اقتناع بأنه ينتمي إلي جماعة مثل الإخوان المسلمين الذي يأخذ عليهم التعنت في التعامل وتكفير الفن .. والعزلة عن المجتمع .. ولكن عبد المنعم جعل من الإخوان صورة نموذجية وايجابية فهكذا يكون الإسلام ...دائما ما يحرجك بذوقه الرفيع وأدبه الجم – حتى مكالمات الموبيل كان لا يكلفني أيها فبمجرد أعطيه رنة يتصل علي الفورومع أنني أطول عمر في المجال الصحفي من عبد المنعم إلا أنني تعلمت منه الكثير وأدين له بالأكثر ..وتعالوا معي احكي لكم حكاية رويتر الذي يعمل معنا في موقع عشرينات بلاضافة إلي انه مدير يلاطلبة .. وصحفي بموقع أخوان اون لاين وقبل أن أكمل مهام عبد المنعم اللهم الا حسد ...في عشرينات ايمان عبد المنعم – وهناك غادة عبد المنعم – وعلي عبد المنعم – وإما عبد المنعم فهو الأب الحنون لنا جميعا .. صاحب النكتة وآلافه الجامد ..حتى أن المكان لا يعرف معني الهدوء خلال فترة تواجده .. خاصة وأنها عادة ما تكون قصيرة.فهو دائما مرتبط بمواعيد لا تنقطع .وكانت سرعة عبد المنعم وانشغاله ومواعيده الكثيرة مع أهل الإعلام والفضائيات والصحف والصحافيين لانقطع ومن هنا أصبح رويتر الإخوان المسلمين ... ففي كل فاعلية تجد مظاهرة ماشي اجتماع مفشي مانع ، مؤتمر موجود ،وقبل أن ينتهي الخبر يكون قد قام بالواجب وزيادة ...فهو وكالة متنقلة من معلومات وأخبار ومرجع للتليفونات جميع الصحفيين بالموقعورغم أحلام عبد المنعم البسيطة وطموحه في أن يجد له مكان وسط الصحفيين إلا انه دائما ما تغلق الأبواب في وجه ويجد من العوائق والسدود بالمئات... ومع ذلك فأن ثقته بالله تجعله دائما متفاءل .تعالوا احكي لكم عن عبد المنعم أكثر .. خاصة وانه كان طالب مشاغب مثلنا جميعا .. حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية بعد ست سنوات كاملة ، والتي كان من أنشط كوادرها ...قرر أن يستكمل مسيرة الطالب المشاغب ..اللي بيحضر محاضرة وعاشرة لا ..وذلك من خلال دبلومه بكلية الإعلام والتي من المفترض أن يكون الآن ضمن فريق إعداد الأبحاث والمشروعات وليس ضمن المعتقلين .... عارفين عبد المنعم بيدرس ليه رغم انه أعلامي ناجح جدا واشطر من أي طالب تخرج من كلية الإعلام .. لأنه مؤمن بما يحب .شخصية عنيدة هذا اقل مااستطيع أن اصف به هذا الشخص الذي كان نموذج للمراسل الصحفي خلال فترة الانتخابات ففي الإسكندرية هجماته قوات الأمن وفي الدخيلة عاش أربعة وعشرون ساعة وسط القنابل المسيلة للدموع .. وبين طلقات الرصاص المطاط .. ورغم هذه المغامرة إلا أن كل ما كان يهم عبد المنعم في ذلك الوقت هم الأطفال الصغائر .. وجعل من استغاثته تنبه لحالات الاختناق التي يعاني منها أهالي المنطقة .. فما أن يرد علي هاتفه حتى ينطلق فقي البداية ايمان الأطفال هنا بتموت بتتخنق حاولوا تعملوا حاجة ...خلال جولة الانتخابات بالمرحلة الثانية بمدينة الإسكندرية منع عبد المنعم زميلاته في الموقع للسفر إلي الإسكندرية خوفا عليهن من التعرض لإيذاء وتصدي بمفرده لتغطية كافة الإحداث .. ورجع لنا بهدية اسمها "أحنا في تل أبيب"ويبدو أن مشاهد الدخيلة لم تكن الكابوس الوحيد فمن الإسكندرية إلي دمنهور ...والبحيرة ... والقليوبية ...وغيرها من القرى الصغيرة والكبيرة التي كان يتنقل بينهم عبد المنعم لينقل لنا الحادث ثانية بثانية كماهر مراسل صحفي ...وبين الانتخابات ومظاهرات كفاية و الإخوان والحركة الطلابية كان منعم هو حائط الصد لتلك الإحداث ..حتى أننا حاولنا كثير منافسته ولكننا فشلنا فشل ذريع .فمن فوق كبلات الكهرباء والأسوار ومن اعلي البوابات تجده يقف ليلتقط صورة .. ومن بين الصفوف ينطلق ليلحق بمصدره . فكان صاحب السبق في العديد من الحوارات منها أم نضال – خالد مشعل –الزهار-وعبر سلوجن حسبي ربي كان يطل علينا عبر الماسنجر إما ليلاقي السلام أو يلقي بمعلومة ، ولكن هذه المرة دخل عبد المنعم ليخبرني بنبأ القبض علي دكتور رشاد بيومي ، وبدء في سرد التفاصيل وفجأة وبدون مقدمات قال لي ........أنا مطلوب في القضية ..وهروح أسلم نفسي عرضت عليه الهروب والاختباء لفترة حتى تتضح ملامح لتلك القضية لكنه رفض بشدة قائلا أنا لم افعل شي أنا إخواني فكيف أهرب .. ذهب عبد المنعم برجله إلي أمن الدولة، دون أن تفارقه ابتسامته .. وتفاؤله..ذهب ليحجز مكانا ضمن قائمة شرفاء هذا الوطن... ذهب ليحمل لقب معتقل .."سياسي "..حبس لأنه يحلم بنهضة وطنه... يحلم بالحرية والحب .. يحلم بأن يعبر عن راية في أي وقت ..في أي مكان ..حلم بحلمنا جميعا فكان مصيره أن يتذوق مخاض هذا الحلم بظلمة التعنت ..ووحشية القوة الظالمة ..ونحن نريد أن يخرج هذا الشاب ليحقق حلمه ..ليلحق بامتحاناته وأبحاثه .. ليطمئن علي والديه اللذان تركهما بمفردهما بالإسكندرية ...ليخرج إلي زملاءه وأصدقائه وشلته .فالجميع ينتظره ... انضموا معنا ليس من اجل عبد المنعم فقط ولكن من اجل جميع الطلبة والمعتقلين الذين يعيشون الآن في الظلمة .. يدفعون ثمن الديمقراطية الزائفة ... والقومية المفروضة

0 تعليق: