مجدي ..باسم ..عبد المنعم ..محمد ..سامح ...محمود. أسماء لاتحمل سوي حلم بسيط وطموح لا يغطيه عرض البحر ، وحب لهذا الوطن لا تكفي أشعار البارودي ولا التونسي للتعبير عنه .. ..مجموعة من الشباب وضعوا قواعد الروشنة الإسلامية .. كسروا القيود .. تمردوا علي تعصبية الإسلاميين فقرروا أن يكونوا أصحاب منهج عملي، وبين العمل والمسجد و السينما وقهوة أبو أمين تقضي الشلة يومها ..شلة متمرده حتى علي نفسها ..قلوب أصحابها لا تعرف من الاكتئاب والقلق والتوتر مرضا .. فالتوكل علي الله شعارهم .. والحرية رمزهم.. وحب الحياة توكيلهم .. أما اسمهم فـ"الثقب الأسود"وقبل أن يصيبك الاسم بصدمة أود أن أقول لك أنه كناية عن اتساع قلوبهم للجميع .. وأحضانهم للغريب ...وأحلامهم للأحباب والأصدقاء ..فالثقب وظيفته ابتلاع كل من يقترب إليه كما يحدث في الكواكب ليدار في مجرة واحده، وكما هو الحال في ثقبنا هذا ..قلب كبيرفهذه الشلة التي بدأت باثنين من المؤسسين محمد ومجدي ..منذ خمس أعوام ثم أخذت تتسع لتحضن كل من يقترب إليها ..حتى أصبحت تضم الآن العشرات من مختلف المحافظات..وعن شعارها فهو للشباب فقط .. لأنهم مجموعة من أبناء النيل المصري ، والوطن الفرعوني ..فمن بين أمواج البحر ..وطين الأرض ، وسما الحرية.. تجمعوا من شتي محافظات مصر علي قلب رجل واحد، وعلي كلمة واحده أنها "الحب"..نعمحب هذا الوطن ، حب الحياة والحرية ، حب بعضهم لبعض ..حبهم في التغير للأفضل ورؤية هذا الوطن في مصاف الأوطان..وبعيدا عن الكلام الكبير ، والأحلام العريضة ..فمن الإسكندرية جاء عبد المنعم ليرتمي بين أحضان شلة الثقب الأسود ... ومن الصعيد جاء مجدي .. ومن المنصورة أتي باسم ..ومن هنا وهناك ..ولما لا فهم شله أخر روشنه وخدعنه ... شباب كلهم أحلام وأمال .. ومشروعات ...شباب يحلم بغد أحلي وأجمل... يرسم مستقبلهم بالورد وفروع الياسمين رغم أسلاك الشوك التي يمشون عليهافهم لا يعترفوا بالعجز أو الضعف.. يستحقوا أن يطلق عليهم شباب المستقبل ..يستحقوا .. أن تدعم بلدهم أحلامهم .. وأن ترسم معهم غدهم المشرق ... فمنهم من يحلم بإنتاج أفلام سينمائية وأخر بان يكون كاتب بارع وثالث بان يكون خليفة هيكل ورابع بشركة لإنتاج "الميديا" ...وخامس بالغناء.أحلام متمردههكذا تري أحلامهم متمرده كأفكارهم .. وألان حان الوقت لكي تتعرفوا عليه أكثر !!..فالثقب شلة ملتزمة دينيا وأخلاقيا ولكنها في الوقت نفسه ترفض الانغلاق والعزلة والمشي جنب الحيطان ،قررت كسر كافة القيود ما دامت لا تخل بالشريعة الإسلامية .. لذلك فهم يذهبوا إلي السينما ولكن لمشاهدة الأفلام الخفيفة وليست المبتذلة، ويجلسون علي المقهى "عم أمين" ليس لشرب شيشة التفاح أو الأناناس، ولكن للتجمع والمناقشة والضحك وقت الهزار ، خاصة وأنهم جميعا ولاد بلد... ودمهم خفيف ، ورغم ذلك جعلوا من ركنهم جزء عمليا للأخلاق الإسلامية... يتبادلوا فيه الأفكار وطرح القضايا الثقافية والحياتية حتى أطلق رواد المقهى عليه "الركن الثقافي" ..الذي يخرج منه الجميع أكثر إصرارا علي أن يكونوا يد واحده... وحلم واحد .. وهدف واحد .. وهو إعلاء شأن الدين .. .. ولكن الآن وقبل أن تكتمل الخطوة الأولي ... وقبل أن تطأ أقدمهم أولي دراجات المجد .. وقبل أن تلمع نظرة تحقيق الحلم في عيونهم .. أنطفئت شمعة الأحلام .. لتحتويها ظلمة المعتقلات ..فجأة وبدون أسباب سكتت أصوات شلة الثقب علي قهوة عم أمين.. بعدما تسرب أفرادها واحد تلو الأخر فمن سامح إلي مجدي وعبد المنعم ولتكتمل القصة يوم الخميس الماضي بالقصاص.وبكت الابتسامةالجميع أصابهم حالة من الصمت الرهيب بعدما قامت قوات الشرطة باعتقال حلمهم دون سبب أو تهمة ...فماذا أقترف مجدي الذي حلم بأن يعمل بشركة مالتي ناشيونال .. وأن يري عروسه بعد ما اطمئن علي أخواته الست وقام بتزوجهن رغم صغر سنه ..أخيرا أقترب مجدي من تحقيق الحلم إلا أن قوات الأمن اغتالت حلمه وبمنتهي القوة عندما ألقت القبض قبل يومين فقط من استلام عمله .ولم تكتفي بالقضاء علي حلمه ..ولكن كرامته أيضا عندما تعاملوا معه وكأنه مجرم خطير..فتم ضربه وأهانته وركله في وسط ميدان جامعة الدول العربية وكأنه إرهابي أو صاحب عبارة السلام 98 ...أما المفاجأة الثانية فكانت ورود اسم عبد المنعم ضمن المطلوب القبض عليهم ..ولم يعلم عبد المنعم ولا من حوله لماذا ولما ولصالح من يحدث هذا؟..فقرر أن يذهب ليسلم نفسه بمنتهي الشجاعة لاقتناعه التام بأنه لم يقترف ذنبا أو أثما سوي حلم بسيط بأن يكون نسخة رويتر العربية الإسلامية...رويتر الحقعبد المنعم الذي اثبت نفسه أخير ا بأنه من أنشط المراسلين الصحفيين..حينما كان يتنقل لتغطية الإخبار وأحداث الانتخابات البرلمانية الأخيرة بمنتهي المهارة فاستحق لقب رويتر ليس داخل الثقب فقط ولكن بين كل من تعرف إليه .فالجميع يشهد له بأدبه الجم ورجولته .. واروي لكم موقف بسيط ولكنه يحمل عشرات المعاني.. حينما كان من المقرر سفر عدد من الزميلات وأنا معهم إلي عدة محافظات لتغطية أخبار الانتخابات وكانت الإسكندرية المحطة الأولي .. وعندما علم بذلك رفض تماما سفرنا..خوفا علينا من تعرضنا لسوء ..ويبدو أن ما كان يخشاه تحقق بالفعل !فقد تم احتجازه داخل أحد اللجان بمنطقة الدخيلة بالإسكندرية وتعرض للضرب..وأصابه عينه بالغاز المسيل للدموع، وعندما أتصل بنا لم يقول أنقذوني ، ولكن هتف قائلا الأطفال بتتخنق أتصرفوا، قولوهم يرحموا الأطفال ...هل ترون كيف كان رجل بمعني الكلمة ..أشلاء صحبهوعبر تلك الشلة الصغيرة التي تشهد علي أحلام منعم ومجدي كما تحمل معها أحلام العديد من أصدقائهما تستطيع أن تشعر بالأمان ومعني الحقيقي للصحبة الصالحة تلك الصحبة التي ينطبق عليها قول الرسول صلي الله عليه وسلم المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضهم بعضا. وإذا تداعي منه عضو اشتكى له بالسهر والحمى ..ومشهد الثقب اليوم يؤكد هذا الحديث فقد تحولت الشلة إلي أشلاء تستجمع قواها .. التي تهاوت بعد إلقاء القبض علي عصب ومؤسس تلك الثقب محمد القصاصفانظر إلي نيك نيم الماسنجر وأنت تعرف من القصاص في حياة الثقب ..فهناك من يقول "وعلي القصاص تنوح النائحات" .. "اكتملت القصة بالقصاص" .." في ذكري نكبتك يا فلسطيني نكب الثقب" .."والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله" ..."كملت بالقصاص" .."وأنا علي فراقك يا قصاص لمحزنون ""اللهم فك أسر القصاص فالكره لايعرف لقلبه مكانا ،وحلمه رفع راية الإسلام حتى وان كانت البداية من خلال الإنشاد الإسلامي..القصاص هو المنسق العام لشلة الثقب .وكاتم أسرار أعضاءها هذا القصاص الذي تعرفه من دموع أصدقاءه الذين يرددون اسمه في كل موقف متذكرين مواقفه الرجولية في كل لحظة مرتدين اللهم فك اسر القصاص" أما أنا فأقول لم تكتمل بالقصاص بل بدأت به ..فالثقب لن يكون من اليوم شلة صغيرة علي قهوة عم أمين بل هناك مئات بل آلاف الجروب التي ستكون أثقاب تغزو قلب النظام المتقطع الصمامات ، أثقاب ستخترق أنظمته الخاوية وقوانينه المفصله ...ستجعل من شلة الثقب نموذج يخلق جيل جديد مازال يملك أحساسا بالانتماء وشعور بالوطنية والعزة ، وأملا في التغير والإصلاح.. ستجعل من الثقب ثقوب مرقعة في ثوب الحكومة المتهلهله.. ولن تصمت أصوات الثقب ألنطاقه بكل أيمان أمام جبروت الاحتلال الداخلي حتى وأن كانت خلف القضبان..الصلاة جامعة... أنا الآن لا أساءل عن أي ذنبا اقترف عبد المنعم ومجدي والقصاص ، وماذا فعل غيرهم من شباب مصر وطلابها ، وما هو جرمهم هل يرموا في المعتقلات ؟ هل لأنهم يريدون أن يعيشوا حياه كريمه .. أم لأنهم جعلوا من حلمه أمل للوطن بأكمله .. ماذا فعلوا حتى يركل بهم خلف القضبان .. ويعاملوا مثل المجرمين ..ولكن أتساءل ماذا سنفعل من أجل هؤلاء ؟سؤال لا أجد له إجابة سوي دعوتي هذه " وهي الدعوة إلي الصلاة من اجلهم لخرجوا مرة أخري إلي النور..فصلوا من أجل الثقب .. صلوا وابتهلوا إلي الله أن يرفع الغمة ويزال الكربة ويطهرنا من الفساد وأهله والظلم والجبروت وأصحابه ..ولنجعل من يوم الخميس صوما جامعا للتضامن مع القضاة والثقب ونعزم النية علي رد الظلم .. فهل من مستجيب ؟
الأحد، أكتوبر ١٥، ٢٠٠٦
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 تعليق:
إرسال تعليق