في اثناء محادثة تليفونية بيني وبين أعز اصدقائي واخواني محمد القصاص , قالي قرأت المصري اليوم النهارده
قلت لا لسه
قالي مكتوب خبر عن الافراج عن أبو بصيره
بجد يا محمد والله فرحتني جدا
رحت اشتريت الجرنال وقرات الخبر إفراج أمني عن أول قيادي في تنظيم الجهاد بعد إغلاق ملف الجماعة الإسلامي
فرحت جدا وضحكت جدا القيادي في حركة الجهاد زي ما بتقول المصري اليوم هو راجل غلبان جدا جدا اسمه صلاح السيد بيومي تعرفت عليه عندما كنت مسجون في عام 2003 في سجن مزرعة طره ولكن كان التعارف علي خفيف , ولما دخلت السجن مرة اخري في هذا العام في شهر مارس الماضي تواصلت معه وتعارفت عليه أكثر في هذه الحبسه وعلمت أنه في حالة سيئة من السجن الذي طال أمده 24 سنة ونصف , وفجأة تم نقله وعدد كبير من معتقلي الجماعة الاسلامية لسجن الاستقبال وانقطعت اخباره
وجاء الامتحانات وانا مقيد بالدرسات العليا بكلية الاعلام والامتحانات كانت من حسن حظي في سجن الاستقبال لمدة طالت الشهر
وكثفت قعدتي وتعارفي عليه في هذه الفترة
هو اسمه صلاح السيد بيومي من شبرا وعنده 43 سنة لكن شكله يبان عليه انه في الستين من عمره , دخل السجن في قضية قتل السادات في عام 1981 وكان عمره وقتها 17 سنة حيث كان عضوا في تنظيم عبود الزمر انذاك وكان بالفعل له دور في التنظيم ولكن ليس في عملية الاغتيال فكان وقتها مجند في البحرية , ابو بصيركان الاسم الحركي لصلاح والذي تحول مع طول الايام لابو بصيره
صلاح لم يجيبني بالضبط عن دوره في مقتل السادات لكن عملت من مصادر أخري أن كل دوره أنه يحمل بيان الانقلاب - الذي يقوده الزمر بمقتل السادات - علي عجلة وسيقوم بتسليمه لشخص لم يذكر اسمه لي عند التلفزيون حتي يلقيه فور نجاح العملية
هذا كان كلدور صلاح ...مجرد توصيل بيان الانقلاب
صلاح أبو بصيره عندما انتقل لسجن الأستقبال ساءت حالته النفسية جدا نظرا لضيق السجن وقلة منافذ التهوية به واختلافه كليا عن سجن المزرعة , اضافة لطول المدة وانتظاره الافراج عنه لان الحكم المفروض انه تأبيده وهي 20 عاما ولكن مضت العشرين عاما ولم يخرج وقالوا له وقتها لا انت عندك حكم بتأبيده اخري اخدتوها من المحكمة العسكرية اللي حكمت عليكم وبعدين قالوا له ان التابيده مدتها 25 سنة مش عشرين
وفي شهر يونيو الماضي بدأ يعد صلاح الايام التي ستنتهي ب 25 عام في اكتوبر2006
وقالي وقتها انه خايف انهم ميفرجوش عنه
وطلب مني اني لما اخرج من السجن انه انسق معاه لارسال اخباره للاعلام ومنظمات حقوق الانسان بأنه سيعلن اضراب مفتوح من شهر اكتوبر لو لم يفرجوا عنه حتي لو وصل الامر انه يموت أو حتي ينتحر , لانه خلاص معدش قادر يصبر علي السجن اكثر من كده
فهو لم يكن متزوج ومات ابوه حسرة عليه وامه سيدة مسنة وكبيرة لم يراها منذ سنين وليس له الا أخت اصغر منه هي التي كانت تزوره وترعاه وليس له أي مورد مالي
وعندما خرجت أنا من السجن في نهاية شهر أغسطس بدأت اتواصل مع اخته أم هشام وقلت لها بلغي الشيخ صلاح اني تحت أمره
فطلبت مني بناء علي رغبته الانتظار لانهم بدأو يعدوه بالافراج عنه ومفيش داعي نعمل قلق لحد ما نشوف اخر ما عندهم
وفعلا خرج صلاح من عشر ايام فقط وكلمته النهارده لاول مرة وهو حر وعدني بأننا نتقابل ويحكي لي القصة كلها من البداية وقصة ارتباطه بالجماعة الاسلامية وازاي انه كان صغير ومش واعي واخذته الحماسه فقط ولم يكن لديه القدر الكافي من الفقه اللي يخليه يشارك في عملية زي دي لدرجة انه رفض بعد كده يشارك في مبادرات أو مراجعات أو دروس من الجماعة الاسلامية لانه قال أن مكنتش اصلا فاهم حاجة
صلا ح كان له موقف يعرفه كل اللي دخل سجن طره أنه عمل خناقة كبيرة مع المستشارماهر الجندي محافظ الجيزة السابق المسجون حاليا في طره لتقاضيه رشاوي وهو محافظ
الجندي في سنة 81 كان هو المحامي العام لنيابات أمن الدولة والمسئول عن التحقيق في مقتل السادات , لما دخل السجن في 2002 وقابل صلاح بصيره قاله علي فكرة أنا ظلمتك انت كنت ممكن تاخد حكم اقل من كده لكن أنا ( علي لسان الجندي ) شددت في توجيه الاتهام ليك مع انك لم تكن من القيادات , وقتها ثار في وجهه صلاح وكل من حوله وتشاجروا مع لأنه جاي يعتذر بعد عشرين سنة
صلاح خرج بعد 25 سنة سجن من غير زوجة ولا أولاد وهو حاليا وبيبحث حاليا عن فرصة عمل
4 تعليق:
لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل
مبروك للأخ صلاح الحرية .
والآخرة خير وأبقى ، ويوم القيامة ستقابل من ظلمك ولك أن تعفوا عنهم فى أو تأخد من حسناتهم (ده انت هتاخد من حسناتهم وتديهم كل سيئاتك ومش هيكفى) وفى الدنيا لازم تعفوا عنهم .
ولن يهنأ الظالمون بدنيا ولا بآخرة ، من أكبرهم وحتى عبد المأمور .
اللهم فك قيد اسرانا في كل مكان
طارق فتحي حسين
صحفي
اللهم فك قيد اسرانا
هي دي مصر يا رجالة؛ طول عمرها فيها حاجة غلط فيما يخص العلاقة بين الحكم والعدل . . ربنا جل في علاه بيقول في سورة يوسف:
"ثم بدا لهم من بعد ما رأو الآيات ليسجننه حتى حين"
صدق الله العظيم
إرسال تعليق