علي الرغم من أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو الذي فتح الباب واسعا أمام الحركات الإسلامية من جماعات إسلامية وجماعة الإخوان المسلمين للعمل علنا ونشر الدعوة الإسلامية برؤيتهم داخل مصر, إلا أنه لم يسلم من معارضتهم له في حكمه بل وكانت نهايته علي أيدي المتطرفين منهم في ذلك الوقت
خروج الإخوان للقضاء علي الشيوعيين
السادات أخرج الإخوان المسلمين من السجون ودعاهم للعمل من جديد ليواجهوا التيار اليساري والشيوعي وبقايا نظام ناصرالذيين كانوا مسيطرين علي عقول الجماهير في بداية حكمه فترك الباب مفتوحا أمام الإخوان للعمل الدعوي في المساجد والجمعيات الخيرية والعمل السياسي في البرلمان والنقابات والاتحادات , وذلك من أجل بناء مصر دولة العلم والإيمان كما كان يطلق عليها .
الإخوان لم يمنعهم جميل السادات لهم من أن يعارضوا سياساته وظل يواجهونه قانونيا ودستوريا في البرلمان وشعبيا من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية حتي كان لهم ما أرادوا بوضع المادة الثانية في الدستور بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع في مصر .
ثم كانت سقطة السادات الكبري بدعوته اعلان السلام مع إسرائيل فاشتدت ضده المواجه من كافة التيارات والاتجاهات لتجتمع هي عليه .
السادات في بداية المواجهة كان يستمتع بالصراع و يقوم بعملية استعراض سياسي بأنه يقف ويتحاور وجه لوجه مع معارضيه علي الهواء مباشرة وكان للإخوان المسلمين معه جولتين من هذا الاستعراض تعد من أندر المواجهات بين رئيس وشعبه وهو مالم يحدث في أي بلد عربي مثلها
أبوالفتوح قلت كلمة حق أمام سلطان مصر
في بدايات عام 1977 دعا السادات مجلس اتحاد طلاب مصر ليناقش معهم أحداث الانتفاضةالشعبية والتي سماها ( انتفاضة الحرامية ) ويشرح رؤيته في بناء مصر فوقف له عبدالمنعمأبو الفتوح طالب بكلية الطب ورئيس اتحاد الطلاب بجامعة القاهرة وسأله بكل شجاعة وحماسةالشباب " أزاي حضرتك بتقول دولة علم وإيمان ودولة ديمقراطية ويطلع علينا الأمن المركزييضربنا عشان خرجنا في مظاهرة سلمية للاعتراض علي التنكيل بالشيخ الغزالي واستكمل وقالله ياريس الناس اللي حولك منافقين " ووقتها ثار السادات عليه بشدة وطالبه بالسكوت إلا أنأبو الفتوح رفض واستكمل حديثه استمع لحوار أبو الفتوح والسادات.
الدكتور أبو الفتوح روي لنا هذه الشهادة بعد مرور ما يزيدعن ثلاثين عاما وهو عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان وعلق قائلا بأنه لم يكن أحد قبلالرئيس السادات يلتقي مع الطلاب بهذا الشكل ويستمع لمعارضتهم له ولم يأتي أحد بعده يقومبهذه التجربة شاهد شهادة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح
التلمساني يشكو السادات إلي الله
وقد دار خلاف شديد بين الجماعة والسادات أثر موقف الإخوان المعادي لاتفاقية السلام ( كامب ديفيد ) التي رفضتها كل القوي الوطنية الدولة التي لم يتسع صدرها للنقد والمراجعة،فضاقت بمعارضة الإخوان لسياستها وبدأ السادات يثير وقتها قضية عدم شرعية الجماعة وفي ندوة الفكر الإسلامي التي عقدت في الإسماعيلية في أغسطس 1979 وحضرها عمر التلمساني المرشد الثالث للجماعة ووجه السادات له وللإخوان تهما عديدة من بينها عداء الوطنوالتخريب والتي وقف فيها التلمساني للسادات وقال له قوله الشهير : : "لو أن غيرك وجه إلىمثل هذه التهم لشكوته إليك، أما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها، فإني أشكوك إلى أحكمالحاكمين وأعدل العادلين، لقد آذيتني يا رجل، وقد أَلزم الفراش أسابيع من وقع ما سمعته منك".
وارتج وقتها السادات لوقع ما سمعه من التلمساني وطلب منه أن يسحب شكواه إلى الله لأنه يخاف الله استمع لحوار التلمساني والسادات
السادات مقتولا
السادات الذي كان يتمتع بطلة شعبية و كان يتحدث بلغة بسيطة يستطيع يفهما رجل الشارع العادي وكان يعيش بروح كبيرة العائلة كما كان يحب أن يطلق علي نفسه دائما , بل و ظل حريصاعلي أن يرتدي زيا ريفيا ( جلباب وعباءة ) عندما يذهب لقريته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية ليشعر الناس أنه لايزال واحدا منهم ,لذلك لم يكن يتصور أبدا أن أحد أبناء العائلة مهما وصلت درجة عقوقه له أن تمتد يده لتقتله , حتي انه كان يصور الجماعات الإسلامية المتشددة التي استفحلت حركتها المتطرفة من التكفيريين والجهاد والجماعة الإسلامية علي أنهم ( مش فاهمين رؤيته للأمور ) ولم يتعامل معهم علي أنهم أعداء يدبروا لقتله .
0 تعليق:
إرسال تعليق