الثلاثاء، مايو ٢٧، ٢٠٠٨

لائحة جماعة الإخوان وتاريخ تكوينها

لعل الاختيار والانتخاب داخل جماعة الإخوان يتم حسب اللائحة الداخلية المنظمة لحركة وتنظيم الجماعة إلا أن الحصول علي هذه اللائحة ليس أمرا هينا إذ أنها غير متاحة لغالبية أعضاء الجماعة العاملين لأن مجرد طلبها أو السؤال عنها يفتح مجال الشك في " الأخ العامل " وهي رتبة يتم تصعيد الفرد الإخواني إليها بعد فترة طويلة من ارتباطه بالجماعة ومروره باختبارات مختلفة للثقة في انتمائه ومع ذلك في حيال سؤاله عن اللائحة يتم توبيخه والتشكيك في ثقته بإخوانه وقياداته بل يصل الأمر للتشكيك في طلبه لهذه اللائحة لصالح جهات أمنية
إلا أن من خلال البحث علي شبكة الإنترنت عثرنا علي وثيقة لائحة باسم " النظام العام للإخوان المسلمين" وهي التي اعتاد كثيرا من الباحثين والمحللين استخدامها علي أنها اللائحة الداخلية للإخوان وقد تبين لنا أن هذه الوثيقة خاصة بمكتب الإرشاد العالمي والتنظيم الدولي للجماعة أما اللائحة الداخلية الخاصة بالتنظيم المصري علمنا أنها مدرجة بشكل غير رسمي علي موقع " ملتقي الإخوان " إلا أن الذي قام بطرحها علي الموقع أجري لها عملية تمويه حيث وضع اللائحة الداخلية بشكل يظهر أنها اللائحة القديمة التي نظمها الإمام المؤسس حسن البنا وأعضاء الهيئة التأسيسية التي تم إصدارها في عام 1945 باسم "قانون النظام الأساسي للإخوان المسلمين" وبقراءة متأنية تبين تضمين هذه الوثيقة القديمة فصلا باسم الشورى ومكتب الإرشاد يحمل ألفاظا ومصطلحات تختلف مع مصطلحات القانون الأساسي الذي وضعه البنا والذي أتضح أن هذا الفصل هو اللائحة التي تمت صياغتها في بداية التسعينات علي يد المستشار مأمون الهضيبي والتي جاء فيها فيما يتعلق بتكوين مكتب الإرشاد أنه يتكون من 16 عضوا ينتخبهم مجلس الشوري بطريق الاقتراع السري علي أن يكون تسعة منهم من المقيمين بالقاهرة الكبرى ومتفرغون تفرغاً كاملاً للقيام بمهام عضوية المكتب وعضوا من محافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح وعضوان من محافظات الوجه البحري وعضوان من محافظات الوجه القبلي كما تنص اللائحة أن يكون من بينهم عضوان من الإخوة المصريين المقيمين بصفة مستقرة خارج الجمهورية , كما تجيز اللائحة لمكتب الإرشاد بعد انتخابه تعيين ثلاثة بعد انتخاب داخل أعضاء المكتب المقيمين في مصر
وتنص اللائحة وفي حالة خلو مكان أحد الأعضاء المنتخبين يحل محله من يليه في آخر اقتراع في عدد أصوات من الفئة التي ينتمي إليها بشرط ألا تقل عن 40% من عدد الأعضاء الحاضرين بجلسة الاقتراع ، فإذا لم يتحقق ذلك انتخب مجلس الشورى في أول اجتماع له من يحل محله وإذا زالت عضوية أحد الأعضاء المعينين جاز لمكتب الإرشاد أن يعين من يحل محله .
وتعرف اللائحة مجلس الشوري بأنه هو السلطة التشريعية لجماعة الإخوان في مصر ، ويكون مختصاً بمناقشة وإقامة السياسات العامة والوسائل التنفيذية اللازمة لها ، وكذا مناقشة التقارير السنوية التي يتقدم بها المكتب ويتكون مكتب الشوري ويتكون من 75 عضوا إلي 90 علي الأكثر وتجيز اللائحة أن يقوم مكتب الإرشاد بتعيين 15 آخرين كما يعد عضو بهذا المجلس كل من سبق توليه عضوية مكتب الإرشاد لمدة لا تقل عن عامين
كما تنص اللائحة أنه في حالة تعذر اجتماع مجلس الشورى لأسباب اضطرارية ، يتولى مكتب الإرشاد جميع الاختصاصات وهذه المادة التي استخدمتها الجماعة لتعيين الأعضاء الجدد
بينما يري الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد انه في هذه الحالة الاضطرارية تنتقل اختصاصات مجلس الشورى الفنية فقط وهي المتابعة والتقييم لكن لا تنتقل لمكتب الإرشاد اختصاص اختيار أو انتخاب نفسه أو تعديل اللائحة المنظمة لعمل الجماعة لأن هذا هو صميم عمل مجلس الشورى العام و وأضاف أن أي مسئول في الجماعة لا يكتسب مشروعيته إلا بالانتخابات الحرة المباشرة ويجب علي كل شخص تولي مسئولية ولم تأتي به الانتخابات أن يشعر بأنه يرتكب حرام إداري وتسائل كيف يمارس شخص قيادته علي أناس لم ينتخبوه وقال إننا تعلمنا من الفقه الإسلامي أن لا تجوز إمامة الرجل للمصلين وهم له كارهون
ويري أبو الفتوح أن الانتخابات هي حق قواعد وأعضاء الجماعة لممارسة الرقابة علي قياداتها فإذا ما أخفقت القيادات الموجودة في تحقيق أهداف الجماعة يستطيع أعضاء الجماعة اختيار غيرهم من خلال الانتخابات حتي تسير أمور العمل الدعوي وفق أفضل الطرق , إلا انه أشار أن النظام المصري يتصدى لكل محاولات تجديد دماء الجماعة من خلال الاعتقالات والمحاكمات العسكرية
وقال نحن نتمنى أن يجتمع مجلس الشورى في مكان عام لانتخاب مكتب إرشاد جديد وذلك بحضور المراقبين والإعلاميين وأضاف نحن ننتظر تصريح من النظام المصري الذي يعوقنا دون إجراء مثل هذه الانتخابات
أبو الفتوح نفي جهل القواعد الإخوانية بالنظم واللوائح التي تنظم عملهم في الجماعة وقال أن اللائحة الداخلية هي النظام القانوني الذي يحكم الإخوان المسلمين وهي ليست سرية بل إنها موجودة بين يدي أجهزة الدولة نفسها ويحق لكل فرد في الإخوان الإطلاع عليها وذلك لقراءتها ودراستها والالتزام بها واحترامها لانه جزء من الالتزام بالجماعة وعلي عضو في الجماعة أن يسأل مسئوله في الإخوان عنها وعلي كل المسؤلين إطلاع أعضاء الجماعة عليها .
وحول إمكانية إجراء الانتخابات داخل تنظيم الإخوان المسلمين بالتمرير أو من خلال فضاء الإنترنت قال أبو الفتوح لا يوجد لدينا مانع في التفكير في هذه البدائل ويمكن تنفيذها .

تاريخ تكوين اللائحة الداخلية للجماعة

وتشير المصادر أن تاريخ اللائحة التي تنظم عمل جماعة الإخوان حاليا كانت في بداية التسعينات وقبل هذا التاريخ لم تعرف الجماعة الانتخابات لاختيار قيادتها فمنذ أن خرجت قيادات جماعة الإخوان المسلمين من السجون في عهد الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات ظل المستشار حسن الهضيبي مرشدا عاما للجماعة حتى وفاته عام 1973 ولكن علي غرار الشكل القديم للجماعة قبل سجون عبدا لناصر إذ حاول الهضيبي تجميع من تبقي من أعضاء مكتب الإرشاد وتكوين مكتب حاول أن يعيد نشاط الجماعة من جديد
وظل الوضع علي هذا الشكل بعد أن تولي عمر التلمساني قيادة الجماعة في عام 1976 بعد قترة صراع داخلية دارت لمدة ثلاث سنوات حيث حرص أعضاء من النظام الخاص أن يتولى قيادة الجماعة مرشدا سريا وطالبوا الإخوان ببيعتهإلا أن حسب رواية المهندس أبو العلا ماضي القيادي السابق بالجماعة ووكيل مؤسسي حزب الوسط تحت التأسيس حاليا رفض الكثيرمن أعضاء الجماعة سواء من كان بداخل مصر أو من أقام في دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية. (1) , وهو نفس الأمر الذي أكده الأستاذ محمد مهدي عاكف في برنامج مراجعات علي قناة الحوار الفضائية أن مجموعة من الإخوان قرروا ترشيح شخصا سريا لقيادة الجماعة إلا أنه نفسه رفض أن يبايع شخصا مجهولا
وبعد فترة من هذا الرفض طالبت مجموعة من الإخوان الأستاذ عمر التلمساني أن يتولى منصب مرشد الجماعة حيث إنه أكبر أعضاء مكتب الإرشاد الأحياء سنا ويلقى قبولا من كل الأطراف
ونظرا لان المكتب الذي تكون برئاسة التلمساني كان بعيدا عن الشباب الذي بدأ يتحرك باسم الإخوان في الجامعات تدخل الدكتور أحمد الملط وأنشأ مكتب بهؤلاء الشباب عرف باسم " مكتب مصر " وكان يساعده فيه الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وضم جيل الطلبة وشباب الحركة آنذاك من أمثال الدكتور محمد حبيب والدكتور حلمي الجزار والمهندس أبو العلا ماضي وبعد سفر الملط خارج مصر تولي أبو الفتوح قيادة هذا المكتب وحاول التلمساني أن يضم هؤلاء الشباب لمكتب الإرشاد لتوحيد القيادة وطلب من أبو الفتوح الانضمام إليه إلا أنه رفض ورشح له الدكتور حبيب وبعد إلحاح من التلمساني انضم أبو الفتوح لمكتب الإرشاد في بداية الثمانينات وظل وضع الهيكل الداخلي بلا تنظيم أو لائحة أو انتخابات حتي عاد المستشار مأمون الهضيبي من السعودية للانضمام لمكتب الإرشاد بطلب من التلمساني أيضا فطالب بإجراء انتخابات قاعدية مما حدا الجماعة إلي تنظيم لائحة داخلية جديدة للقطر المصري وجرت أول انتخابات عامة بهذه اللائحة في عام 1990 وتم تشكيل مجلس شوري جديد وقام بانتخاب مكتب إرشاد بقيادة الأستاذ محمد حامد أبو النصر وانتهت ولاية المكتب بعد أربع سنوات حسب اللائحة وتم انتخابات جديدة في نوفمبر 1994 والتي انتخب مكتب جديد بقيادة أبو النصر والتي تعد آخر انتخابات وفق اللائحة تمت إذ بدأ صراع الجماعة مع نظام مبارك والذي شهد المحاكمات العسكرية عام 1995 و1996
ووفق هذه الانتخابات الأخيرة فإن آخر أعضاء للمكتب تم انتخاباهم وفق اللائحة هم
1- محمد حامد أبو النصر ( متوفي )
2- مصطفي مشهور ( متوفي )
3- مأمون الهضيبي ( متوفي )
4- أحمد الملط ( متوفي )
5- عبدالمنعم مكاوي ( متوفي )
6- حسن جوده ( متوفي )
7- أحمد حسناين ( متوفي )
8- إبراهيم شرف ( متوفي )
9- محمد مهدي عاكف
10- محمد السيد حبيب
11- محمد عبدالله الخطيب
12- محمد هلال
13- عبدالمنعم أبو الفتوح
14- جمعة أمين
15- محمود عزت ( تم تعيينه وفق اللائحة بحق تعيين المكتب ثلاثة أعضاء )
16- محمد خيرت الشاطر ( تم تعيينه عقب وفاة أحمد الملط وفق حصوله علي أعلي الأصوات المؤهلة لانتخابه عضو بالمكتب )

4 تعليق:

الكواكبي يقول...

ازيك يا منعمتي
المقال لحد دلوقتي ماشي بشكل لطيف بس حكاية انك تعتمد على رواية ابو العلا بخصوص سيطرة اعضاء النظام الخاص على الأمور في الجماعة هي شهادة مجروحة لعدة أسباب
1. ابو العلا لم يكن عضوا في الجماعة وقتها ولا حتى في السنوات القلائل التالية
2. هذه القصة هي اللبانة التي يلوكها ابو العلا لتبرير انفصاله العدائي عن الجماعة مع ان ابو العلا نفسه كان عضوا في الجماعة الإسلامية في هذا الوقت . . قصدي حاجة قريبة من المثل الشعبي لا تعايرني ولا اعايرك ده الهم طايلني وطايلك
عموماً شد حيلك يا منعم واتمنى اشوف لك حاجات كتير قريباً عن باقي التيارات السياسية في مصر يعن يمش هاينفع تقضي حياتك بتكتب عن اللي بتسمعه من الإخوان لأن هايجي وقت هاتفقد مصادرك كصحفي ومش معقول هاتقعد في البيت؛ لازم تنوع مصادرك وخلي الموضع حرفي ومهني يعني اتخصص في الحركات السياسية او الإجتماعية - او في الجماعات الإسلامية انما مش هاينفع اخوان بس يا بن عمي
انا عارف انك هاتزعل بس حلك عندي . . كيسين مولتو على كيفك

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. يقول...

متابع يا عبد المنعم...

وانا مع معظم تحفظات الكواكبى بس فى الانتظار

محمد السيد..مش حاسكت يقول...

بقي لي مدة مش باعلق .. لكن متابع طبعا ...

لكن معع تحفظات الكواكبي كلها ...

وأمر الانتخابات اللي أعرفه إنها حتعلن بعد أيام قليلة ... رسميا ...

دمت بخير

غير معرف يقول...

لو أن غيرك قالها يا عبد المنعم

وظلم ذوى القربى أشد مرارة من وقع الحسام المهند


تذكرت هذا البيت وأنا أقرأ تقرير الأستاذ عبد المنعم محمود في جريدة الدستور الذي كان بعنوان ( أسرار المعركة الانتخابية التي تدور في مكتب إرشاد الإخوان المسلمين) إذ كيف يجوز لشخص من المفترض أنه عاش وسط الإخوان – حسب معلوماتي – ومن المفروض أن يدرك أكثر من غيره مدى صدق و إخلاص هؤلاء الناس أن يقول مثل هذا الكلام الذي فيه كثير من التجنى . لقد صدمت وأنا أقرأ مثل هذا الكلام القاسى، يا إلهي هل هذه هي جماعة الإخوان المسلمين التي قضينا فيها نصف أعمارنا وخبرنا الكثير من أسرارها ودقائقها فما رأينا فيها مثل هذا الكلام من صراع على المناصب ومحافظين وإصلاحيين وعدم وجود حوار داخلي ومحاربة المخلصين الذين يدعون إلى الحوار المفتوح وترك الساحة للمتوثبين الذين يجيدون فن النفاق والموالسة . يالطيف اللطف يارب ، هل هذه هي جماعة الإخوان التي علق خيرة شبابها وعلماءها على أعواد المشانق فداء للإسلام ونصرة للحق ؟ هل هذه هي جماعة الإخوان التي ضحت وما زالت تضحى بحرية أفرادها وأرزاقهم؟ لا يا سيدي لا أستطيع أن أصدق هذا. لا يمكن أن يتحمل كل هذا غير المخلصين ، لا يمكن أن يضحى بالدنيا إلا من يرغب في الآخرة ، أنا لا أضحى بشيء ثمين إلا من أجل ما هو أثمن. هل تريدون منا أن نفقد الثقة في كل شئ . لقد عشنا في جماعة الإخوان فلم يحجر على رأينا ولم تكمم أفواهنا قلنا وما زلنا نقول ما نشاء لمن نشاء ما دام ذلك لا يخرج عن حدود الأدب والاحترام والنقد الموضوعي . عشنا في الإخوان فرأينا فيهم الحب و الإخلاص والتجرد إنهم لا يسعون إلى القيادة بل يهربون منها ،لا يعتبرونها تشريفا بل تكليفا. يكفيك فقط – إن كنت تريد الإنصاف – أن تسمع من المفرج عنهم في المحاكمات العسكرية الأخيرة عن هؤلاء العظماء كيف كانت حياتهم داخل السجن وكيف استقبلوا الأحكام، المفرج عنه يبكى من أجل أخيه المحكوم عليه والمحكوم عليه يواسى أخيه المفرج عنه . هذا الكلام الذي أتيت به يا سيدي من صراع على المناصب وتضييق على الرأي ووصول وترقى المنافقين هو كلام مرسل لا دليل عليه وهو تفتيش عما في الصدور . لا أدعى أن جميع أفراد الجماعة مجموعة من الملائكة لكن الخطأ فيها ليس هو القاعدة بل هو خروج على القاعدة ما يلبس أن يتم تصويبه. إن الإخوان يمارسون الشورى في المستويات الأقل في الشعب والمناطق والمكاتب الإدارية ويصل صوتنا إلى المستويات العليا عن طريقها ولا أعتقد أبدا أن تفرز هذه القواعد إلى مجلس الشورى ومكتب الإرشاد إلا خيرة رجالها ولا يمكن أن نمارس نحن الشورى فى المستويات الدنيا ويحرم منها من هم أكثر علما وخبرة . هذا لعمرك في القياس عجيب.
ملحوظة : هل مازلت تصر أن تسمى مدونتك أنا إخوان وهل أنت صادق مع نفسك فى هذا. ان كنت مؤمنا بما قلته فى هذه الدراسة فعليك أن تنهى علاقتك التنظيمية بهذه الجماعة فورا ان كانت لا تزال موجودة – وعليك ان تغير مسمى المدونة.

محمد عيسى – الكويت