انتخابات البرلمان الأخيرة في عام 2005 والتي استطاعت الجماعة أن تحصد فيها 88 مقعدا في مجلس الشعب المصري أعطت بريقا لقيادات الجماعة في فكرة الانتخاب خاصة وان الجماعة شهدت في هذا العام توسعات سياسية مختلفة بداية من خروجها للشارع بعشرات الآلاف فيما عرف بمظاهرات الإصلاح وتحالفها مع عدد من التيارات الأخرى وهي من أكثر الفترات التي انفتحت فيها الجماعة مع القوي والأحزاب الأخرى مما دفع الجماعة لإجراء انتخابات قاعدية لتكوين مجلس شوري المحافظات والذي من خلاله يتم انتخاب المكتب الإداري للمحافظة ومن ثم انتخاب أعضاء مجلس الشورى العام وتمت هذه الانتخابات في 2005 بداية من انتخابات الشعبة والتي عرفتها اللائحة : " هي أصغر الوحدات الإدارية ، وكل مجموعة من الشعب تتكون منها منطقة ، وكل مجموعة من المناطق يتكون منها مكتب إداري ، ويراعي في تكوين المناطق والمكاتب الإدارية التقسيمات الإدارية الحكومية وسهولة المواصلات وما عدا ذلك من الاعتبارات "
وشهدت كل الهيئات الإدارية الإخوانية انتخابات وفقا للائحة والتي انتهت بالفعل بانتخاب مجلس شوري جديد للجماعة بدأت صلاحياته في نهاية عام 2005 ولمدة أربع سنوات تنتهي بنهاية عام 2009 المقبل
وتمت هذه الانتخابات بعيدا عن أعين أجهزة الأمن التي باتت تترصد أي تجديد في دماء الجماعة والعلامة الظاهرة لهذه الانتخابات أنها شكلت عددا جديدا من المكاتب الإدارية للجماعة في المحافظات تختلف في أسلوب عملها عن نهج قيادات الستينات التي كانت تتحكم في عصب الجماعة , وكانت السمة الأساسية للقيادات الجديدة هي إرادة نبذ السرية التي تحوط الجماعة والانفتاح علي الآخر الذي يعد بالنسبة للجماعة هو كل من لم يكن عضوا في جماعة الأخوان ولعل أبرز هذه النتائج كانت في محافظات الإسكندرية والتي كانت أول محافظة تجري هذه الانتخابات وافتتح الدكتور أسامة نصر الدين رئيس المكتب الإداري عن إخوان الإسكندرية مكتبا عاما للجماعة بجوار مسجد القائد إبراهيم علي كورنيش الإسكندرية مما دفع الأمن المصري لإغلاقه في إبريل عام 2006 ويتبعها القاهرة الكبري التي تقسمها الجماعة إلي خمس مكاتب إدراية هي الجيزة ووسط القاهرة وشمال القاهرة وجنوب القاهرة وشرق القاهرة
ودفعت القيادات الجديدة أيضا إلي صياغة لائحة جديدة تخص عمل المناطق والشعب الإخوانية إذ تقتصر اللائحة العامة علي تشكيل مكتب الإرشاد ومجلس الشوري وتم صياغة هذه اللائحة وقام مكتب الإرشاد باعتمادها لمدة عام واحد فقط لتمريرها علي قواعد الجماعة لإبداء آرائهم فيها
وشجعت نجاح تجربة هذه الانتخابات الداخلية عدد من قيادات الجماعة طلب إجراء انتخابات جديدة لمكتب الإرشاد من خلال اجتماع لمجلس الشوري , إلا أن أعضاء هذا المجلس الجديد طالبوا بالتعرف علي بعضهم قبل الشروع في هذه الانتخابات وسمحت الجماعة بإجراء لقاءات مصغرة من مجلس الشوري تضم كل قطاعين جغرافيين من الجمهورية علي حدا وذلك حتي يتاح للناخبين التعرف علي بعضهم وقد رصدت أجهزة الأمن أحد هذه الاجتماعات والذي عقد في منزل رجل الأعمال نبيل مقبل بمحافظة الجيزة وتم مداهمة الاجتماع واعتقال 16 عضوا من أعضاء مجلس الشورى كان علي رأسهم الدكتور عصام العريان مسئول القسم السياسي للجماعة والدكتور محمود حسين عضو مكتب الإرشاد وكشفت مصادر داخل الجماعة أن هذا الاجتماع كان لقاء تعارف بين قطاعي جنوب الصعيد وقطاع القاهرة الكبرى.وقد سبق هذا الاجتماع تصريح للأستاذ محمد مهدي عاكف بأنه ينوي تأجير قاعة كبيرة في أحد الفنادق لإجراء هذه الانتخابات أو استغلال حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه الجماعة في شهر رمضان لإجراء هذه الانتخابات مما دفع أجهزة الأمن لإلغاء حفل الإفطار الذي كان يقام في فندق كبير يقع في شرق محافظة القاهرة
الثلاثاء، مايو ٢٧، ٢٠٠٨
مجلس شوري جديد يقود الإخوان ...وتردد من إنتخاب مكتب إرشاد جديد
كتب عبدالمنعم محمود فى ٦:٠٦ م
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
5 تعليق:
اخى الحبيب الاستاذ عبدالمنعم لا استطيع ان اخفى مشاعرى حيال ما كتبت ويبدو انك لم تعرف دعوة الاخوان بصدق لانك لو عرفت الجماعة ومايحيط بها من ظروف ما كنت كتبت بهذه الطريقه عن الجماعه والمحافظين والاصلاحيين واحب ان اؤكد لحضرتكم ان الاخوان على قلب رجل واحد وانا من الاخوان استطيع ان اقول لك ما سوف تقوم به الجماعه وان الشورى موجودة فى الجماعة وان كنت لا تشعر بها
أنت فضحي بضم الفاء وفتح الضاد وكسر الحاء وليس صحفي وأتوقع مستقبلا فاضحا
أنا لما قرأت اسمك فى الدستور الاسبوعى تحت الموضوع اياه ماصدقتش قمت دخلت على مدونتك لكنى فى الحقيقه صدمت... الآيه بتقول {فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون} وانته سألت الدكتور عبد المنعم والرجل أجابك بكلام ينافى ما ذكرته أنت والمشكله انه نفس المقال مش عارف أصدقك ولاأصدقك {ليس خطأ مطبعيا}خلى بالك انته عاوز توصل وتشتهر لكن بطريقه خطأوخطأجدا لأنك تشوه سمعة من يدعو الى الله والمفروض انك عارف ان الجماعه تتعرض لتضييق أمنى شديدومن الغباء فى بعض الأحيان تدمير الصف فى مقابل الالتزام ببعض الاشياء التى يمكن تداركها {ده ان كان كلامك صحيح}اسف للإطاله لكن قبل ما أختم أحب اقولك اتق الله امضاء د\أبومازن
سامح عيد
التعليقات الواردة تنم عن توتر زائد وضيق شديد بالنقد وإصرار البعض علي أن الدعاة لا يجب أن يشوهوا وكأنهم ملائكة ، فما بالك إذا كانت السيرةذكرت قصة حاطب بن أبي بلتعة وحادث الإفك ومن تورط فيه فهل الإخوان أشرف من الصحابة رضوان الله عليهم
هذا الكلام الذى نشره عبد المنعم ليس نقدا موضوعيا لأنه كلام مرسل يفتقد الى الدليل وفيه الكثير من التجنى واذا صح فلا يعنى مجرد وجود أخطاء داخل الجماعة بل يعنى انهيار الجماعة تماما وفقدانها لمصداقيتها فكيف تقوم قائمة لجماعة يوجد بها صراع على المناصب ومحافظين وإصلاحيين وعدم وجود حوار داخلي ومحاربة للمخلصين الذين يدعون إلى الحوار المفتوح وترك الساحة للمتوثبين الذين يجيدون فن النفاق والموالسة . والغريب أن يصدر هذا من شخص محسوب على الجماعة - أو كان محسوبا عليها حسب الوضع الحالى - ومن المفروض أنه أدرى بالممارسات الديمقراطية داخل الجماعة - لا أجد تفسيرا لذاك الا أنه شاب طموح يسعى الى الوصول والشهرة حتى وان كان الطريق الى ذلك أن يدوس قيم ومبادئ تربى عليها .
إرسال تعليق