الخميس، يناير ٢٥، ٢٠٠٧

تسعة أيام عند الفراعنة




بمناسبة أعياد الشرطة المصرية واحتفلاها بتعليق المعذبين والمعتقلين علي جنبات الزنازين وعلي صرخات المعلقين وأهات المتكهربين تبدأ وزراة التعذيب عام جديد من قهر المواطن المصري

وبهذه المناسبة الجليلة أردت أن أعيد لاذهان أشاوس أمن الدولة ذكري محفل كريم قاموا به منذ عشر سنوات

حيث في سالف عصور القهر والهوان وبالتحديد في يوم 16 /9 / 1997 قامت قوة من أمن الدولة بمحافظة الأسكندرية باقتحام منازل تسع طلاب من الاخوان المسلمين بجامعة الأسكندرية واقتيادهم لمقر أمن الدولة المعروف في الأسكندرية باسم ( الفراعنة ) وبدلا من تقديمهم للنيابة تحت اي مسمي تم احتجازهم تسعة أيام تحت بير سلم الفراعنة

أحد أصدقائي كان ضمن التسعة وكان وقتها في الفرقة الأولي بكلية الهندسة وعمره لم يكن يزيد 18 سنة

طلبت من هذا الصديق أن يكتب ما يتذكره أو يريد أن يتذكره من هذه الذكري وشعرت أني اطلب منه طلب ثقيل جدا علي نفسه وكانت هذه الرسالة ولكنه طلب ألا أكتب اسمه



بص يا سيدي في شهر 9 لعام 1997 - مش فاكر اليوم

في تمام الساعة الثالثة والنصف قبل الفجر اقتحم شقتنا عدد كبير من رجال الأمن يحملون الرشاشات وفوجئت بهم داخل غرفتي والرشاش فوق رأسي سألهم والدي عن إذن النيابة فقالوا ببجاحة مفيش وأخبروه بأنهم سيخلون سبيلي من قسم المنتزة بعد ساعة زمن , واقتادوني في سيارة بوكس لمبني أمن الدولة بالفراعنة حيث أخذوا بياناتي ثم أغمضوا عيني بتعصيبي بخرقة بالية وأجلسوني ضمن تسعة أفراد

-حدث معهم مثلما حدث معي- في مكان بارد تبين بعد ذلك أنه تحت بير السلم وظللت فترة تسعة أيام بهذا المكان

.في البداية عملوا مسرحية علينا بأن أحدهم قال أنه تعبان وعنده مغص شديد فهددوه بأنه إن لم يسكت فسوف يحولوه للنيابة ومثلوا وكأنهم يضربونه ضربا شديد وأنه يصرخ جراء هذا الضرب ,

ولمدة أربعة أيام لم يكلمني أحد ولم أستدعى من أي ظابط ولم يحدث معي خلال هذه الفترة سوى موقف واحد وهو أنهم شددوا جدا على رباطة العين مما آذاني بشدة فطلبت منه أن يخففها فشددها أكثر وبعد مضيه حاولت أن أخففها فانهالت علي ركلات في كل أنحاء جسمي تخيلت معها أنه كسرت ضلوعي,

استدعيت في اليوم الخامس بعد منتصف الليل لأحد الظباط تبين بعد ذلك أنه محمد البرعي وعرفت ذلك من خطأ أحد العساكر أثناء مكالمته حيث ذكر اسمه في البداية ,قال لي أنه يحب التعامل مع المهندسين لأن أفقهم متفتح ومش مقفلين وأخذ يسألني عن نشاطي بالجامعةوعندما لم أجيبه لطلبه طلب من العساكر تجريدي من ملابس إلا من الغيار الداخلى الخاص وأناموني على بطانية على الأرض ووضعوا كرسي فوق رأسي وفوقه عسكري وأوثقوا يداي ووضعوا رجلي مباعد فيما بينها فوق كرسي آخر فوقه عسكري آخر وأوثقوا قدمي بهذا الكرسي ثم بدأ استعمال عصا مكهربة رأيتها من تحت الغمامة ذات يوم طولها نصف متر وهي عبارة عن عصا معدنية ملفوف عليها سلك معدني عار ولها مقبض من خلاله يمكن التحكم في شدة الكهرباءوبدأ في كهربة كل جزء في جسمي بمختلف درجات شدة الكهرباء لمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة ثم راحة , ذلك وانا عاريا في جو شديد البرودة لمدة نص ساعة وذلك حتى الساعة السابعة صباحا كل يوم ولما لم أجيبه إلى طلبه جردوني تماما حتى من الغيار الداخلي وبدأ يركز على الأماكان الحساسة من الجسم من العضو الذكري والصدر والفم ويتخلل كل ذلك شتائم نابية جدا وتهديدات بمختلف الأنواع وظل هذا الوضع لمدة أربعة أيام وبعد ذلك أطلقوا سراحي

أنتهت رسالة صديقي لكن لم تنته عمليات التعذيب والتي تزيد بكثير عن الخمسة في الألف التي اعترف بها السيد أحمد ضياء مساعد وزيرالداخلية

فهل تستطيعون أن تقفوا ضد هذا الطغيان الذي يحكمنا

الصورة من عند عرباوي

أقرأ أيضا



0 تعليق: